
خطة ترمب للإستسلام تمثل حقيقة واقع النظام العربي المأزوم بل المهزوم في شخصيته وقدرته على اتخاذ القرار وفرض أجندته العربية حتى وهي مدعومة بالورقة الإسلامية ،التي أبدت هي الأخرى إنبطاحا غير مسبوق من أكبر الدول الإسلامية وهي أندونيسيا ثم بالطبع تركيا وغيرهما.
الخطة الترامبية التي اتفق على خطوطها ترمب مع العرب ،تغيرت خلال ساعات وأصبحت قدرا مستعجلا، بل وتحت ظلال الترحيب العربي والإسلامي ،قبل أن يكون أوروبيا.
حقيقة الأمر أن الحكومات العربية دفعت الفلسطينيين للقبول المبدئي في غياب نخوة عربية تقف بالمرصاد ،لهذه الخطة التي في ظاهرها تهدف إلى تدمير العمل الكفاحي للشعب الفلسطيني من أجل نيل حقوقه التاريخية ،بمعنى أخر الأمة العربية والإسلامية لا تستطيع تقديم بدائل جادة ،لأن فاقد الشيء لا يعطيه.
ما يحدث اليوم هو مساهمة العرب في تنظيف وجه إسرائيل أمام عالم عرف حقيقتها وحقيقتهم على حدّ سواء .
لازال العرب يؤمنون أن الإدارة الأمريكية هي الإله الذي يجب أن يُعبد ،وأنه لا رادّ لأمرها وقضائها كأنها قدر لا يتغير ،وأن مستقبل قضاياهم وعلى رأسها قضية فلسطين مرتبط برضاء العم سام ،الذي يمارس عربدة سياسية واقتصادية وعسكرية ،وبالتالي يجب أن يروجوا لما يسمى بقيامة ترمب التي ستقلب الأوضاع رأسا على عقب ،وهذا بالطبع لصالح إسرائيل، وليس للعرب الذين أكثر فائدة يرجونها هو البقاء على كراسيهم .
يدرك العرب تماما أن الخطة المطروحة ليست أمريكية، بل هي إسرائيلية من ألفها إلى يائها،ومع ذلك هم يظنون أن التعظيم والتبجيل والتقديس لهذه الورقة الإسرائيلية، سيقلب الموازين نوعا ما لصالح القضية العربية ،ولو على الورق،بما يشكل نوع من محاولة امتصاص الهزيمة التي يعيشها الزعماء العرب ،الذين يحاولون عدم الخروج من المولد بلا حمص.
الحسابات العربية لا زالت تقوم على تاريخ مشوه من التنازلات منذ الثورة العربية الكبرى التي أسقطت الخلافة ،ومرورا بالثورة الفلسطينية الكبرى عام 1936/39،ثم نكبة فلسطين الأولى عام 1948 والثانية عام 1967والثالثة عام 1973والرابعة كامب ديفيد 1978والخامسة عام 1982وخروج منظمة التحرير من بيروت ببركات فليب حبيب ،ثم نكبة فلسطين السادسة عبر اتفاقية أوسلو ،ثم وادي عربة ،ثم نكبة المبادرة العربية في بيروت عام 2002،وصولا إلى المؤامرة المدعومة من بعض الأطراف العربية في ماتلا أحداث غزة 2023-2025 ،حيث الخطة المقدسة التي نعايش احداثها اليوم في شرم الشيخ.
عندما لا يملك العرب اية عناصر في ايديهم لنجاح (الإستراتيجية العربية )إن وجدت بالطبع ،فالنتيجة هي أنّه لا صوت فوق صوت أمريكا، وأن المشهد هو مشهد العلو للصهيو.. مسيحاني ،الذي يتغذى من اعمدة (المحفل الماسوني) الذي جعل من ترامب ومن معه أداة لتنفيذ مخططاتهم التوراتية ،وبدعم عربي منقطع النظير.
تحت أعمدة الدخان والنيران المشتعلة وفوضى القتل الخلاقة ،يجلس المفاوضون في شرم الشيخ ،والعصا الأمريكية يلوّح بها المفاوض العربي قبل الأمريكي والإسرائيلي.
وفي ظل الوضع الكارثي الذي تعيشه غزة ،والإنحطاط الكبير للسياسة والإرادة العربية والإسلامية،يجلس المفاوض الفلسطيني تحت ضغط الآلام التي يعيشها شعبه،ولا يحمل في جعبته إلا ما تبقى من إرادة للصمود ،ولعل الله يحدث أمرا خلال الأيام والساعات القادمة بحيث يتغير المشهد وتتحسن الأدوات
والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
07/10/2025 22:44
