ثمانون عاما مرّت على تشكيل وتصنيع عصابة الأمم المتحدة منذ إنتهاء الحرب العالمية الثانية عام 1945، ولا زال إصبع كيسنجر يترنح فرحا،ولكن الأسماء تتغير دوما وهذا الإصبع يحمل اليوم إسم دوروثي،الممثلة الترامبية التي قالت نعم لإستمرار الحرب العالمية على بقعة من الأرض يعيش عليها مليونين من البشر .

لم تنجح المجموعة العربية عبر التريليونات المدفوعة بسخاء قل نظيره ،ولا الصداقات الشخصية مع التاجر ترمب في تغيير السياسة الأمريكية الموالية للسياسات الإسرائيلية ،ولو من أجل الإنسانية التي (ترفض)،قتل النساء والشيوخ والأطفال والحوامل. 

كما لم تنجح الموائدالضخمة ،والهدايا المليونية ،والخيول المهجّنة والجِمال الأصيلة ،ولا حتى أستعراض نساء المسلمين بشعورهن الممتدة إلى الأرض،في كسب قلب ترمب الحنون الباكي على السابع من أكتوبر، فما حدث في ذلك اليوم الوحيد ،فاق كل ماحدث من ذلك التاريخ ،اي منذ سنة وثمانية شهور من أرواح تم إزهاقها بلغت عشرات الآلاف من مختلف الأعمار ،واضعافها من الجرحى وذلك أيضا يشمل كل الأعمار، وكل هذه الدماء ،التي بلغت رائحتها عنان السماء ،وفاضت نهرا متدفقا يحمل بصمات التخاذل العربي والإسلامي 
الذي لا زال صامدا في،سياسة الحياد وكأن المجازر تحدث في شعب لا يربطهم به وشائج القربى والنسب واللغة والدين والأرض والمقدسات. 

إصبع دوروثي يقول لا لوقف المذبحة، لأن مشروع القرار المقدم على مائدة الدول التي نهبت الأمة منذ مئات السنين واحتلت أراضيها ولوثتها عبر حملات صليبية لم تتوقف حتى يومنا هذا ، هذه الورقة العربية طالبت بوقف الحرب ووقف الدماء المسالة بتخاذل العرب وتحريضهم على من تسلحوا بعهد الله فيهم ،تلك الدماء المهدورة بأسلحة وذخيرة أمريكية وأوروبية
 إن وقف الحرب هو جريمة بحد ذاتها ،لأنها ضد إنسانية الكاوبوي الأمريكي ،الذي لا يرى غضاضة في كل ما يحدث هناك في غزة هاشم ،طالما أن بن غفير وسموترتش والنتن ياهو ،يرون أن ما يحدث يحافظ على السلوك الإنساني عبر التطهير العرقي ،وهو يماثل في رأيهم وباء لا بد من القضاء عليه ،خصوصا أن ما أحدثوه في كتبهم التوراتية، يحض على التخلص من كل ما يؤذي نقاء الدم (السامي).

في رأي إصبع دوروثي،أن العالم لا بد أن يدين كل إمرأة تحمل في بطنها مشروعا يعمل على نيل الحقوق واسترداد المسلوب منها ،خصوصا إذا كانت إمرأة فلسطينية تعيش على تلك الأرض المنكوبة في كل شيء إلا من كرامة رفضت التنازل عنها ولو مقابل شربة ماء أوقطعة خبز أوجرعة دواءٍ قد تخفف من آلام الخذلان التي عانت منها ،عبر أمة ممتدة حتى حدود الصين ،كانت تحسبها ماء فإذا بها سراب.

عصابة اللصوص في اممٍ متحدةٍ على الإسلام والمسلمين،وفيهم المنافقين العملاء الذين آمنوا بأن ربهم المتمثل بفرعون أمريكا بأسمائه المتعددة ،هذه العصابة الأممية لا يمكن أن تكون جزءا من حل لقضية كفاحنا ضد المحتل ،فكيف يمكن أن ننتظر أن تكون هي الحل ومصدر الرحمة والدواء لآلامنا .

لقد كفلت كل الشرائع حق الذين وقعوا تحت الإحتلال أن يناضلوا ويقاوموا بكل الوسائل الممكنة من أجل نيل الحقوق المسلوبة. 

ولكن إصبع دوروثي لا يرى أن هذه الشرائع قد صيغت من أجل أبناء فلسطين بخاصة والمسلمين على وجه العموم ،فهؤلاء قد تم بيعهم منذ سقط السلطان عبد الحميد الثاني رحمه الله ،ووقع على هذا العقد أصحاب العروش الذين أتت بهم مؤتمرات المستثمرين المستعمرين في سايكس بيكو وسان ريمو ومؤتمر القاهرة .

أسقط إصبع دوروثي القرار ،وبقيت تبتسم في وجوه العرب والمسلمين الذين إستمروا في مجاملتها واحتضانها 

يا لأصبعها الذي جمّد أبصار العالم وهم يراقبون حركته ،وجعلهم متوترين ،وهم في اعماقهم يرجون حركته ،لأن في حركته خلاص لهم من ضغط شعوبهم  

فالفيتو ليس هو ما يقلقهم ،بل إن تخرج هذه الطائفة منصورة على كل آلة الإستكبار العالمي ،وتكون هي الموصوفة في حديث الرسول صل الله عليه وسلم بالطائفة المرابطة المناضلة ،التي خذلها الموحدون قبل دعاة الإنسانية والحقوق لكل الخلق إلا لهم .

ولكن لا بد لليل أن ينجلي ولا بد للفجر أن تسطع شمسه ،وهذا لا يكون بمن ابى الله أن يجعل لهم فضل على هذه الطائفة المرابطة ،وإنما جعل دماءها خالصة نقية صافية ،لا يخالطها فساد دماء،أمة تخلت عن دينها وعهدها الذي أخذه الله عليهم وهم في عالم الذر.

فاستبشروا خيرا 
لاغالب إلا الله