بقلم : ليلى محمد غليون
دخل على سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه رجل أشعث أغبر ومعه زوجته تقول: "يا أمير المؤمنين لا أريد هذا الرجل". وكان لسيدنا عمر رضي الله عنه بصيرة في العلاج النفسي في المشكلات الزوجية, فأمر الرجل بالاستحمام وتهذيب شعره وتقليم أظافره، ففعل الرجل فتغيرت هيئته وأصبح وضيئا وسيما حسن المنظر تفوح منه رائحة الطيب ، فأومأ إليه عمر أن خذ بيد زوجتك , فلما مد الرجل يده إليها أنكرته وظنت أنه رجل غريب وقالت له : يا عبد الله، سبحان الله بين يدي عمر تفعل هذا ؟ فلما عرفته ذهبت معه راضية فقال عمر : " هكذا فاصنعوا لهن ،إنهن ليحببن أن تتزينوا لهن كما تحبون أن يتزينّ لكم " .
غريب أمر الأزواج والزوجات، فهم يدفعون الأموال الطائلة يوم زفافهم لتزيين العروس لعريسها والعريس لعروسه ، وتشتري العروس لهذه المناسبة الثياب باهظة الثمن وتتزين بأجمل زينة وتتمنى لو تكون ملكة الجمال في تلك الليلة لتحظى بإعجاب الحاضرات من المدعوات ولتأسر عيني زوجها وقلبه فلا يرى أجمل منها , كذلك فإن زوجها الذي يتفنن ويبالغ في زينته يوم زفافه بارتدائه أجمل وأفخر اللباس ويتعطر بأجود أنواع العطور ليكون فارس ذاك اليوم المشهود وليكون في عيني عروسه أجمل ما يكون . أقول إني لأعجب أشد العجب منهما ليس لأنهما يبالغان في إبداء زينتهما  لبعضهما البعض يوم زفافهما بل من خفوت هذا الحماس بعد وقت قصير من زواجهما لتكون الزينة عند أغلب الزوجات والأزواج ليس داخل البيت الزوجي ومن أجل الشريك، بل خارج البيت وفي المناسبات العامة لتتفنن الزوجة وكذلك الزوج ويعملان ما في وسعهما في التجمل والتزين إذا كانت هناك مناسبة أو زيارة أو أي حدث خارج البيت ،بينما يهملان زينتهما وربما لا يلقيان لهذا الأمر بالا وهما داخل البيت ،والذي من المفروض أن تستميت  الزوجة في التفنن بزينتها لزوجها فتأسر قلبه وتحافظ على عينيه وقبلها ترضي الله رب العالمين وتجسد حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم القائل:( .. وإذا نظر إليها سرته ..) وكذلك الأمر بالنسبة للزوج. فمثلما يفرح قلبه ويشرح صدره ويرضي نفسيته زوجته وهي بكامل زينتها وتجملها له , فإن زوجته أيضا تطير فرحا وسعادة وهي تمتع ناظريها بمرأى زوجها الذي يحرص على أن يكون في أجمل وأبهى صورة، فما تستحسنه العين يستحسنه القلب ,وهكذا يكون التفاعل الزوجي الايجابي بينهما ويفهمان من خلال هذا السلوك (التفنن والتجمل) ويدركان مدى شحنات الحب التي تبث في قلبيهما ومدى شعور الواحد بالآخر وإخلاصه ووفاءه والمجاهدة لإرضائه وإسعاده بكل الوسائل، حيث يعتبر المظهر الحسن والرائحة الزكية والكلام الطيب المتبادل بين الزوجين من أقوى وأهم المثيرات الايجابية للتفاعل الزوجي. وقد طالب عبد الله بن جعفر بن أبي طالب عندما كان يوصي ابنته العروس قبل زفافها حيث قال : عليك بالكحل فإنه أزين الزينة وأطيب الطيب الماء .
ويقول أبو الفرج في كتاب تحفة العروس للاستانبولي: تحظى المرأة بقلب زوجها بعد تمام خلقها وكمال حسنها عندما تكون مواظبة على الزينة والنظافة وعاملة بما يزيد من حسنها من أنواع الحلي واختلاف الملابس, ووجوه الزينة التي توافق زوجها ويستحسنه منها ولتحذر الزوجة كل الحذر أن يقع بصر زوجها على شيء ما يكرهه من وسخ أو رائحة مستنكرة.
وإذا كان واجب المرأة ومن سعادتها وسعادة زوجها التزين لزوجها, فواجبه أيضا إسعادها والتزين لها فلا تراه إلا في صورة حسنة ولا تشم منه إلا رائحة زكية.
وقد ذكر عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: "إني أحب أن أتزين لامرأتي كما أحب أن تتزين لي"
ومخطئ من يظن أن الزينة والتجمل في الحياة الزوجية مسؤولية الزوجة وحدها، بل يشترك فيها الزوج وبنفس المقدار لتوطيد أركان المحبة والألفة والجاذبية الزوجية. وقد كان محمد حسن الشيباني (صاحب أبي حنيفة) يلبس من الثياب أحسنها وأغلاها ويقول: "إن لي نساء فأزين نفسي كي لا ينظرن إلى غيري". ومن المهارات الزوجية في التجمل والتزين
- التعطر والرائحة الزكية.
- تهذيب الشعر والتفنن في هذا المجال، خصوصا الزوجة.
- ارتداء الملابس الجذابة والحرص على نظافتها.
- الحرص على النظافة العامة (البدن، الأسنان، رائحة الفم (.
- التجديد في أساليب التزيين ( الثياب ، تسريحة الشعر)