مهما إدلهمّت الخُطوب، فالثّوابت هي الثوابت لا نَحِيدُ عنها قيْد أنمُلة، نتمسّك بمبادئنا التي تنبثق من صُلب القُرآن والسُّنّة، ولا نتجاوزها في أي موقعٍ كُنّا وعلى أي حافّةٍ من حوافِّ التّمكين والنّصر وقفنا.

من هذه الثّوابت-

**أنّ قضيّة القدس والأقصى الشّريف هما جزءاً مُهِمّاً من عقيدتنا ،لايُمكن التنازل عنهما كما هو التُّراب الفلسطيني من أقصاه الى أقصاه، لا يُوقِفنا في حمايته مُستوطنٌ عِربيد ،ولا قانونٌ مدعومٌ بقُوّة السِّلاح ، ولا قرار محكمةٍ إتّخذت قرارها منذ خروجهم من خيبر.

**لن يُثنينا حبس قادة الرأي ، لا لِذنبٍ إلاّ أنّهُم يقولون ربُّنا الله الّذي أوْدَعنا هذه المُقدّسات ونحن مسؤولون عن هذه الوديعة يوم الحشر العظيم.

**إنّ إعتقال الشيخ رائد صلاح بِقَدَرِ ما يُحْزِننا، إلاّ أنّه لا يفُتُّ في عَضُدِنا، فإنّما هو فارسٌ من الفرسان الّذين نذَروا حياتهم للذّوْدِ عن حِياض المسلمين وعلى رأسِها مُقدّساتِهِم في فلسطين التي باركها الله في سورة الإسراء، وبالتالي فإنّ قضيّة المُقدّسات والذّودِ عنها لا ترتبط بالأشخاص ،بالقدر الذي ترتبط فيه بالعقيدة الغرّاء، وإن كانت شخصيّة شيخنا الفاضل لها من المُميِّزات التي تتطلّبُ شخصيّاتٍ إستثنائيّة كي تحمل ما كان يحمله الشيخ رائد.

**ومن جِهة أخرى لا بُدّ من التأكيد على أنّنا نملك من اليقين ما يدفعنا دفعاً الى الإعتقاد على أنّنا قاب قوسيْن أو أدنى من نصْر الله ، وبالتالي فإنّ شيخنا الفاضل ومن معه من مُناضلي الأمّة سنجِدهم قريباً بيننا ، فلا تحزنوا وقرّوا عيناً.

**إنّني أعتقد جازِماً أنّ من مُحفِّزات النّصر ، الإلتفات الى الجبهة الدّاخلية في مُدُنِنا وقُرانا والعمل على تحصينها ، بمُحاربة الترهُّل الإداري والمحسوبيّة وكُل أنواع الشّخْصنة السياسيّة والإدارية ،والتوجُّه بكُلِّ عزيمة نحو مُحاربة كل مُتنفِّذ يتّخِذ من العمل البلدي أو من المجالس المحليّة وسيلة لفرض السّطوة العائليّة والمناطِقيّة ، ذلك أن مثل هذا النوع من التعامل في العمل العام سيؤدي بالتالي حتماً الى الإبتعاد عن جادّة الطّريق التي تربطنا بالعمل الوطني وعلى رأسها القدس الشّريف.

أؤكّدُ على أهميّة الإنتباه الى المؤامرات التي تتبناها الأجهزة المُختلفة ، في إثارة الفساد بين أبناء البلد الواحد وصولاً الى الوطن ومكوِّناته المُختلفة،والتي تعمل ليل نهار من خلال أزلامها ،على ضرب ثوابتنا الوطنيّة والدِّينيّة ، ودمتم سالمين.

فاستبشروا خيراً.