مــثـــلُ الـــرّيــح
علاء زهير كبها


تجيئينَ مثلَ الريحِ ، عصفًا تَهُــزُّني
وتعبثُ بالمكنونِ أمرًا مُقدّرا 

تُطيحُ بقلبيْ الريحُ ، إذ أنتِ زُرتِنِي
فَــتَــشَّــقَّــقُ الأرضِيْنُ ماساً ومرمرا 

ويَحسبُ أهلُ الشوقِ أنَّــكِ عُدتِنِي
أُراوِحُ كالعصفورِ في القصرِ حُرِّرا

فلا نجمَ في المعراجِ للعتقِ دلّني
ولا كوَّةٌ بالباب ألفيتُ مَعبرا

لأنكِ مثلُ الريحِ ، ثــقَّــلتُ معدني
وركَّزتُ رُمحي فارساً مُـتـنـمِّـرا

فما زلتِ كالإعصارِ ؛ زحفاً وصلتِني
وأرسلتِ للعصيانِ سيلاً مُدَمِّرا

فيا ليتني كالملحِ إذ أنتِ جِـئـتـِني
أذوبُ مع الطوفانِ قلبًا ومَظهرا

كأنِّيَ أنتِ البحرُ لمّــا أذبتِـنـِي
فنحن بحارُ الأرضِ أصلاً ومَصدرا