أما آن لهذا الفارس أن يترجّل، ألَم يحِن الوقت أن يكشف العرب عن رجولَتِهِم ويفعلوا ما فعلته إيسلندا من مقاطعة إقتصادية شاملة ، حتى يتم إسترجاع الحقوق الوطنيّة للشعب الفلسطيني.

لا زال العرب يقومون بالتنديد والإستنكار والإستهجان ، في الوقت الذي يُستباحُ فيهِ الأقصى بالصهيونيّة القوميّة التي دعا اليها بِنسكَر ، ضاربين عرضَ الحائط حتى دعوات الصهيونيّة الدينيّة التي ترى بِحُرمَة الدخول الى الحرَم القدسي حتى مجيء المُخلِّص الذي بيده إعلان قيام دولة اليهود.

إنّ الحالة بالقدس الشريف وبإعتراف المؤسّسات الأمنيّة الإسرائيليّة تُنذِرُ بشكلٍ خطير وغير مسبوق بإندلاع إنتفاضةٍ ثالثة سيكون لها ما بعدها من تحوُّلاتٍ عالميّة ،تكون ضاغِطة على مؤسّسَة الحكم في إسرائيل من أجل العوْدة الى مائدة المفاوضات وصولاً الى تسوية تُحقِّق الأمن الإسرائيلي أوّلاً وحقوقاً إنسانيّة للشعب الفلسطيني ثانياً.

في خِضَمِّ هذه الأحداث ،التطبيع العربي مُستمِر والتنسيق الأمني على المستوى المحلي مع السُلطة الفلسطينيّة، وكذلك مع الدول الإقليميّة سواءً بإتفاقيّات ثنائيّة ،أو عبر التقاء المصالح أيضاً مُستمِر،فماذا يفعل أصحاب الجلالة والسُمُوْ والسيادة والفضيلة من أجل نُصرةِ حقوق الشعب الفلسطيني غير عمليات الرَدْح والبُكاء واللطم على موائد الدُوَل الكُبرى.

ألَيْس من العيب على شوارب العرب التي تنتفض عند كأسٍ من الخمر وأرْجُلِ راقِصة ، أن تكونَ في آخِر الركب وفي ذيل القائمة ، بل ويترنّحون على أبواب غُرناطة.هاهُم جميعاً يشتركون منذ سنين في بيع فلسطين ، ويُجَسِّدُ كُلَّ واحدٍ منهم دور أبو عبدالله الصغير الذي سلّم قرطبة لينجو بنفسِهِ وعائلتِهِ وكأنِّي بأمِّهِ تُخاطب عرَبَ الكراسي من وراء التاريخ:إبكوا مثل النِساء مُلكاً مُضاعاً...لم تُحافِظوا عليه مثل الرِّجال

ولكن بين المُقاطعة وبين التطبيع ، سيخرُجُ الرضيع من بين الحجر والمقلاع والشُهُب المُتساقِطة مثل حبّات المطر ، لِيُجدّد للأمّة مجدها الغابر ، وسيُعلّم من لم يتعلّم أنّنا لازِلنا على حدود الصين وأبواب القُسطنطينيّة ورورما، ولِيصنع راية المجد على قُبّة الصخرة ، التي ستجعلُ من تاريخ أمّتنا عُطْراً فوّاحاً مُتجدّداً ، يلُفُّ برائحته الزكيّة أركان المعمورة .فنحن على أبواب الفتح المبين ، وإنّما النصر هو صبرُ ساعة.فاستبشروا خيراً