إسمان حملا حروف متشابهة ولكن المضامين مختلفة من حيث الفحوى والأهميّة ففي شارلي حدث القتل لمن أهان عقيدتنا برسم صورة لرسول الله يُستهزءُ بها من ديننا ورموزنا الدينيّة وبالمعيّة وبمحض الصُدفة قُتِل في مكانٍ آخر يهوداً شاءت الأقدار أن يتواجدوا في مكان عام فيُقتل منهم وينجوا الآخرون بفضل رجل مسلم إستطاع أن يُخفيهم حتى إنقضى الأمر.

أمّا في شابل قُتِل ثلاثة مسلمين بدمٍ بارد على يد عُنصُريٍّ مقيت ،بسبب كُرههِ للإسلام والمسلمين فهو مُلحد .

المسلمون الثلاثة كانوا من الذين عملوا على مساعدة المضطهدين في سوريا عبر تقديم المساعدات لهم من خلال جمعيات تعمل على مساعدة هؤلاء.

هم إنسانيون بالدرجة الأولى لم يسيئوا الى أحد ولم يتدخّلوا بالسياسات الدوليّة ،ولم يحتلوا أراضي الآخرين وتشتيت شعوبها ولم يُقدموا أبداً على إيذاءِ مشاعر أرباب الديانات الأخرى.

في حالة شارلي الفرنسيّة قامت الدنيا ولم تقعُد واستُنفِرَ العالم بكل أطرافهِ وحشدت فرنسا من سُلالات الأنبياء ورموز الثوّار والمُغتصبين للأرض وقاتلي البشر ومُدَمِّري الحجر وحارقي الشجر والمُدّعين والسحَرة وأرباب الكهنوت وغيرهم ممن تلوّثت الشعوبُ بوجودهم ،في مظاهرةٍ مليونيّةٍ،كيف لا ولفرنسا ديْنٌ في رقبتنا في وقوفها معنا في الأمم المتّحِدة ونسينا تاريخها الأسود في الجزائر وسوريا وتونس والمغرب وحجم الرؤوس التي إقتلعتها للثوّار في كل مكانٍ تواجدت فيه.

أمّا في شابل لايعدو ما حصل أكثر من جريمةٍ عاديّةٍ تقول عنه مذيعة في قناةCBC الأمريكيّة أن الأمر لايعدو أكثر من خلاف على موقف للسيارات بين الجيران ،ثمّ أخذت تبُثُّ فيلماً كيف نستطيع أن نجد موقفاً للسيارة بهدوء.

أين أصحاب الجلالة والسموُّ والفخامة والنيافة والمعالي والسيادة ،أين مؤتمر العالم الإسلامي ومؤسسة الأزهر من الإنتصار لحقوقنا .
لمَ لم تتحرّك يا سيادة الرئيس أبومازن؟ أَوَ ليس هو شعب الشتات الذي يقع تحت مسؤوليّة منظمة التحرير الفلسطينيّة والتي تنعُم يقيادتك!!!!!!!!!!!

أما كان من الواجب أن تنتفض لدمائهم الزكيّة حتى ولو ماتوا في حادث سير فكيْف وهم مقتولين بعنصريّةٍ حاقدة،أم أنّ هؤلاء لا يخدمون أجندات دوليّة وبالتالي لا داعي لإثارة الفوضى من أجلهم.

ألا يستحق هؤلء أن تُعلن الحداد من أجلهم، عفواً نسيت أنّك لم تعلن الحداد "لى قتلى غزّة على بُعد أمتار منك فكيف من هم بأمريكا.
أين الذين يتسابقون على الكراسي في الداخل الفلسطيني أين مواقفكم السياسيّة ،بل أين المساومين والسماسرة على أصواتنا في الداخل من هذا الفعل الهمجي.

أقول لكم أنّ شابل هذه كتبت سطراً تاريخياً مهماً جاء فيه:
(دماء أبنائكم تُعرِّيكم يا أشباه الرجال ولا رجال)
فاستبشروا خيراً