لم يكن إقتحام بن غفير لساحات المسجد الأقصى، حدثا عابرا ، وكأنه أمر طبيعي ،شانه في ذلك شأن الإقتحامات الأخرى التي تمّت سابقا،فالعربدة التي قام بها في هذا الوقت الذي يخوض فيه جيشه حربا قاسية في جنوب البلاد منذ ما يقرب الثمانية اشهر، يدفعنا للتفكير أن هناك مخططا لتفعيل الفوضى الخلاقة التي دعت اليه في الزمن الغابر وزيرة الخارجية الأمريكية كونداليسا رايس ، وإن كان فيه دفع اثمان كبيرة لم يكن محسوب حسابها وأن عصاباته ستكون جزءا من هذا الثمن .
الخطة ب تقوم على تحريك الأوضاع داخل الضفة الغربية ،وتفعيل نقاط التماس والإحتكاك بين المستوطنين وسكان القرى والمدن الفلسطينية من جهة ، وكذلك بين الجيش الإسرائيلي والسكان الفلسطينيين من جهة أخرى ضمن خطّين متوازيين يعمل من خلالهما المستوطنين والجيش الإسرائيلي على ضرب المجتمع العربي الفلسطيني، وتشديد الخناق عليه من أجل دفعهم نحو ترك بيوتهم في هجرة نحو الأردن، وخصوصا نحو شماله حيث مدينة اربد الأردنية ومن هناك التمدد نحو باقي المحافظات بما تحتويه من مدن وقرى .
هذا بالطبع في محاولة لبسط النفوذ الصهيوني على الضفة الغربية وتفريغها من سكانها ، وإحياء فكرة الوطن البديل شرقي نهر الأردن، والذي اشك ان يرضى الحلم الصهيوني بأقل من فرض السيادة على كامل الحلم الجغرافي التوراتي
من النيل إلى الفرات.
وفي المقابل السؤال الذي يطرح نفسه ، هل لدى القيادة الأردنية خطة ب، حول ما بعد غزة ومابعد التحرش الغفيري الدامي بالضفة الغربية وإحياء بناء المستوطات في شمال الضفة الغربية.
لطالما أشار السياسي المحنك مروان المعشر إلى الطبيعة العدائية لدى الحكومة الإسرائيلية والرغبة في إحياء حلم إسرائيل الكبرى.
وإذا كنا على أعتاب حرب داخل الأردن ،يشعلها المستوطنون عبر التهجير القسري نحو الأردن، فماهي التحضيرات اللوجستية التي اعدتها الحكومة الأردنية من أجل التصدي لأي محاولة فرض الواقع سواء بالتهجير ،أو عبر قيام كتائب من الجيش الإسرائيلي بإقتحام الحدود لفرض واقع سياسي جديد ،يعمل على تحقيق الحلم الصهيوني.
هناك نبوءات أشار إليها حزقيال ودانيال ،حول جيش أبناء يهوه الذين سيعبرون شمال بلاد من يقول عن نفسه من سلالة الانبياء،حتى يصلون إلى بلدة درع (درعا)، وهناك تكون فيهم مقتلة عظيمة من جيش أشوري ، فيعودون ويخربون أراضي تلك البلاد ويقتلون في طريقهم .كل من لم يكن على شاكلتهم.
مهما كانت السيناريوات، المهم اننا مقبلون على أحداث أصعب مما حدث في غزة ، وهذا سيشمل سوريا ولبنان والأردن في المرحلة الأولى من الخطة الغفيرية (ب)، ثم الامتداد نحو خيبر وباقي المحيط العربي.
فهل هناك ياحكام الأمة خطط موضوعة ستلجم اي خطط عدائية مرسوم لها أن تتحقق على الأرض العربية .
أرجو أن لا ينطبق عليكم المثل المعروف
أُكلت يوم اكل الثور الأبيض.
24/05/2024 16:41