حقيقة أصبحت أمقت الخطوط الحمراء ، التي أصبحت الملاذ الآمن لدفن كرامة الأمة في الأرض .


عند كل إعتداء على أراضي الأمة ، وخصوصا في فلسطين ، نجد أن المقاومة والممانعة في سوريا ولبنان ، يتلطون حول هذا الشعار ، وكأنه السلاح النووي الذي أمّن لنا توازن الرعب مع العدو الغاصب. 

وقد إنتشرت عدوى هذه الخطوط الحمراء إلى ساحتنا الفلسطينية الفصائلية (المقاومة).

بالأمس وكل امسٍ مرّ بنا منذ سنوات ، تقوم المقاومة بتحذير إسرائيل من تجاوز الخطوط الحمراء ، حيث سيكون ما سيذهل العدو ، ويشتت شمله.

وهنا لنا وقفة مع الخطوط الحمراء التي حذرت من تجاوزها حماس يوم أمس. 

فما هي هذه الخطوط التي ستؤجج المقاومة ، وستضع إسرائيل أن تجاوزتها في الأرض.

منذ صباح الأمس وحتى اليوم ، قام الإحتلال بضرب مخيم جنين بطائرات الأباتشي ، والطائرات المسيّرة ، والاف الجنود المدعومين بأحدث الدبابات والأسلحة الأمريكية ، بالإضافة إلى قيام الجرافات الإسرائيلية الضخمة ، بهدم البيوت وتدمير السيارات ، ثم لاحقا تهجير السكان الذين أصبحوا بلا مأوى ، وقتل المظلومين ، وأسر الآخرين .

فأي خطوط حمراء تتكلم عنها هذه المقاومة ،إن لم تكن هذه الجرائم قد تجاوزت كل الوان الطيف الذي نعرفه.

الخطوط الحمراء ، والزمان المناسب ، والمكان المناسب ، وعدم اللعب بالنار ، ووحدة الجبهات ، ومن البحر إلى النهر ، والغدر الأمريكي ، والتطبيع العربي ، وكل ما إلى ذلك من شعارات ، أصبحت جوفاء، كما هو الطبل وضاربه في المناسبات والأعياد .

والآن وفي ظل فوضى الشعارات ، علينا أن نتعرف على ماهية الخطوط الحمراء ، التي تهدد من خلالها فصائل المقاومة ودول الممانعة وأحزاب الولاية ، فقد أصبحنا تائهين
 لانعلم أين نحن من معادلة قهر العدو على أرض الواقع.

نريد تعريفا لهذه الخطوط التي تلتف دائما على العمل المقاوم ، والقدرة على الرد وإن كان متأخرا ساعات أو حتى دقائق .

السلطة الفلسطينية نعلم أنها مرهونة ببقائها على رأس وظيفتها الأمنية بخطوط أمريكا ، ودلال اسرائيل. 

ولكننا أصبحنا نرى للأسف الشديد فصائل المقاومة والتي تتصدر العمل المقاوم تطرح في أدبياتها خطوطا صاغها باللون الأحمر ، كل من إيران ووكيلها في المنطقة حزب الله ، وكأن المقاومة مرتهنة لأجندات خارجية ومصالح ولاية الفقيه المزود الرئيسي للسلاح المقاوم الذي لا يتحرك ولا يقف إلا وفق إعتبارات سياسية تقودها المخابرات الإيرانية والمصريه وإن كان كل واحد منهما له مصالحه الخاصة ، التي تفرض التدخل ومنع التأجيج بطلب أمريكي إسرائيلي مشترك.

حالة التردي في الفعل المقاوم داخل فلسطين ، لم يكن يوقفه إلا العمل المقاوم المستقل عن تلك الأجندات والتيارات المتناحرة حول من يملك قرار التصدي من عدمه.

منذ فترة بعيدة قريبة ، كان الشعب الفلسطيني يحمل على عاتقه الإنفراد في قرار التصدي بعيدا عن قناعات قادة المحاور هنا وهناك ، وبالتالي جر المنظومة كاملة ، سواءً من أتباع أوسلو ، أو من أتباع إيران ومن سعى سعيها. 

وهنا أيضا أصبحت الكثير من قرارات المقاومة غير مفهومة ، وغير منطقية .
فقيام الإحتلال بضرب الشعب الفلسطيني يحتاج التصدي له إلى تفعيل الألوان من الخضراء إلى الصفراء إلى الحمراء ، وحتى إذا وصل الأمر إلى اللون الأحمر ، يصبح هذا اللون له درجات حتى نصل إلى تحريك المقاومين من أجل الرد ووقف الإعتداءات على الإنسان والشجر والحجر.

ولكن في المقابل لا يمكن تفعيل هذه الألوان مع النظام السوري الذي قتل شعبه في وضح النهار ، ولا مع كتائب حزب الله التي قتلت أهل السنة في سوريا ، ولا الحرس الثوري الإيراني الذي استباح العراق وسوريا واليمن ،وقتل أهل السنة دون أن يرف له جفن.

اللون الأحمر شماعة المتخاذلين عن نصرة قضاياهم المصيرية ، بل أصبح اللون الأحمر يكره نفسه ، بعد أن قاده أصحاب الألوان إلى هزيمته وذله وفقدان كرامته ، التي كان مجرد التلويح بهذا اللون يُسقط دولا ، ويُغيّر معادلات كانت تعتبر ثابتة لا تتغير.

نحن الذين لا نفقه شيئا ، في السياسة ودهاليزها ، نطالب بإصدار منشور ، يتم التوضيح من خلاله مفهوم الخطوط الحمراء للشعب الفلسطيني داخل فلسطين ، وتلك في التعاملات مع خارج فلسطين .

نرجوكم ايها المناضلون في سياسة المقاومة العسكرية ، وسياسة المقاومة الإستسلامية ، أن توضحوا لنا تفصيلا مملا لمفهوم الخطوط الحمراء ، حتى لا تفقدوا قواعدكم الجماهيرية، ثم لا تستطيعوا حتى تحريك إبرة على الأرض، وهي التي اخذت تخيط لباسها المقاوم بعيدا عن تُرّهاتكم ومفاهيمكم التي ما أنزل الله بها من سلطان.

لاغالب إلا الله.