عبرت تركيا السنوات الخمس الأخيرة بقيادة أردوغان ، الكثير من العقبات التي إرتقت إلى مستوى الأعاصير التي ضربت كافة أركان الدولة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والعسكرية ، بل تسللت إلى تفاصيل المجتمع التركي حتى وصلت إلى قوته اليومي.


وقد إستفاد الغرب بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية وعملائها في الداخل التركي ، والمحيط العربي ، من هذه الاضطرابات العضوية العميقة في طبيعة الديموغرافية التركية ،و من هذه المؤثرات سواء كانت طبيعية ، مثل الزلازل التي ضربت ولايات تركية كاملة وهدمت مدنا عن بكرة ابيها وشرّدت الملايين من البشر الذين أصبحوا بلا مأوى ولا عمل ، وفقدوا بالإضافة إلى ذلك مدّخراتهم المتنوعة بين عقار مهدوم واموال ضائعة بين النقد والذهب والفضة، وبالتالي حالة الارتباك الأولى التي أصابت أجهزة الدولة التركية لهول الصدمة وانقطاع طرق المواصلات .

حيث قام هؤلاء الساعين لهدم الإنجاز التركي الذي تحقق خلال عشرين عاما من حكم حزب العدالة بقيادة اردوغان، بالتهويل الإعلامي حول عجز حكومة أردوغان عن معالجة الكارثة ، مستعينين بذلك بأدواتهم الاقتصادية من أجل ضرب الإقتصاد التركي وضرب العملة التركية في الصميم وإسقاطها في الحضيض ، بالإضافة إلى تصوير الزعيم التركي رجب طيب ، بالديكتاتور ، والحاكم المستبد ، والتوتيليتاري ، الذي يحكم شعبه بالحديد والنار ، تماما كما تم تصوير السلطان عبد الحميد الثاني رحمه الله والذي تم وصفه بالسلطان الاحمر ،والذي يعمل على إنهاء العلمانية ، وإعادة الخلافة العثمانية إلى سابق عهدها.

وقام هؤلاء المستعمرين القدماء الجدد ، بالاستثمار في الحالة التركية ، من خلال إنشاء غرفة عمليات في اقبية المخابرات الأوروبية، تعمل على تاجيج الانقسام داخل المجتمع التركي وبث الفتنة الطائفية بين صفوفه ، وضخ الأموال من أجل إنشاء طاولة سداسية لما يسمى بالمعارضة التركية ، كي تعمل على إسقاط الرئيس التركي أردوغان وحكومته الوطنية ، من خلال إستغلال حالة التردي الإقتصادي ، والذي كان نتاج مؤامرات الغرب وأعوانه ممن خانوا امتهم ، بل جعلوا حربهم ضد أردوغان أنها حرب مقدّسة ضد إنسان يعمل على إعادة أمجاد الدولة العثمانية ، وضرب الجمهورية الأتاتوركية وعلمانيتها التي لم تنتج لتركيا طوال ثمانين عاما حتى وصول حزب العدالة إلى السلطة سوى الخراب والتأخر والفقر والسقوط الإجتماعي والتدهور الصحي والمعيشي.

لقد جرب هؤلاء كل الطرق العسكرية والسياسية والطائفية والاقتصادية، ومحاولة العزلة الدولية ، من إجل إسقاط تركيا العدالة ، وكان الفشل حليفهم في رَكبِهم ، إلى أن كانت الإنتخابات الأخيرة التي كانت نتائجها رصاصة الرحمة في قلوب هؤلاء المتآمرين ، بل شكلت زلزالا عارما، عندما سيطر حزب العدالة وحلفائه على البرلمان والرئاسة بضربة ربانية واحدة.

لقد كان من أهم أسباب نجاح أردوغان وحزبه ، هو الله سبحانه وتعالى الذي كان موجودا في قلوب المجتمع التركي الأصيل والمحافظ ، الذي وجد أن الله قد أنعم عليهم بأردوغان الذي خرج من بينهم ،يحمل إيمانهم بالله في صدره ، ويعتنق سيرة رسول الله صل الله عليه وسلم ، في مسيرته ، ويحافظ على العادات والتقاليد والقيم التركية الأصيلة .

هذا الرجل الذي أعاد للشعب التركي اصالته التاريخية ، وأعاد إلى المشهد التركي عمق إنتمائه الإسلامي والعربي ، وجعل المآذن تصدح بالتكبير والتهليل في سماء تركيا ، وأعاد للمشايخ هيبتهم، وللمدارس الدينية رونقها ، ولكتاب الله مجده وللغة العربية اصالتها ، كماأعاد للمرأة التركية حريتها الدينية ، وحقوقها في العلم والعمل كانثى ملتزمة بدينها في كل مؤسسات الدولة ، دونما خوف ولا وجل ، وفي نفس الوقت حافظ على حرية الأخريات في لباسهن وطريقة عيشهن ضمن القيم والعادات والتقاليد التي قامت عليها حضارة الترك منذ جدهم الأول أوغوز.

لقد كان كلمة الله هي كلمة الفصل في نجاح أردوغان، وليس كلمة عائلة روتشيلد ومؤسساتها المالية التي لطالما تحكمت في طريقة سياسة الدول وحكم الشعوب المضطهدة في كل اصقاع الأرض.

سقطت مقولات الغرب أمام ضربات الله اكبر ، وارتفعت تركيا بصيحات الله اكبر ، التي رددها شباب تركيا، وشابات تركيا اللواتي لطالما عانيْن الأمرين من التحييد والإضهاد الإجتماعي والعلمي والسياسي، فكان لواء حزب العدالة تحت قيادة أردوغان، يجدد الهوية الإسلامية ، ويبعث الحياة في نفوس المخلصين لدعوة الحق التي تبناها السلاجقة الأوائل منذ عهد ارطغرل الأول والب أرسلان وملكشاه وصولا إلى سليمان شاه وارطغرل الثاني ثم عثمان صاحب بدايات الدولة العثمانية وعبر أبنائه السلاطين الذين فتحوا القسطنطينية زمن محمد(الثاني) الفاتح ، وحتى آخر الأقوياء منهم السلطان عبد الحميد الثاني ، الذي ضحى بنفسه وعائلته في سبيل الإسلام والمسلمين ومقدساتهم وعلى رأسها فلسطين والمسجد الأقصى.

لقد انتصرت كلمة الله على كلمة الشيطان ، وتشتت شمل المتآمرين، ودخلت تركيا بدايات المئوية الجديدة الطاهرة والنظيفة والمتقدمة علميا وسياسيا وعسكريا، تحت راية رفعها حزب الأصالة والعدالة، بهلال حفظ بين ركنيه عقيدة الله اكبر، وليس علمانية اتاتورك المقيتة المميتة، وكانت النتيجة قول واحد لا ثاتيَ له وهو
لاغالب إلا الله 
فاستبشروا خيرا.