
تتوالى الفوضى العالمية ، منها ماهو محسوب بدقة متناهية ، مثل تلك التي تجري في أوكرانيا ،وسوريا واليمن والعراق وأفغانستان ...
وأخرى كان نشأتها وفق ما يسمى المعايير الديمقراطية التي تجلت معالمها في صناديق الإقتراع، كما جرى في إنتخابات إسرائيل الأخيرة ، حينما وصل إلى الحكم هناك أقصى اليمين المتطرف ، والذي يقوم بتنفيذ تعهداته الإنتخابية بشأن القراءة التوراتية في حكم فلسطين التاريخية .
والعجيب أن هناك إنخراط في هذه الفوضى الخلاقة والتي كانت قد بشّرت بها كونداليزا رايس وزيرة خارجية أمريكا السابقة ، والتي مرّت خطواتها بثبات عبر سقوط العراق ،ثم إشتعال ما يعرف بالربيع العربي الذي فرّق الأمة وجعل فيها الأخوة الأعداء والبيت المهدوم والفقر المحسوب امميا والخوف القائم على عدم توفير لقمة العيش في أدنى مستوياته.
السجود لحكم الفوضى تجلى أيضا في الاتفاقات الإبراهيمية، التي إنخرطت فيه دول تحت مسمى الإنتصار على الخوف من المجهول عبر الإنخراط في إتفاقيات تطبيعية مع الكيان الصهيوني ، ودعم فكرة التآخي الإنساني كبوابة لتحقيق الأرباح الإقتصادية في الدرجة الأولى والسياسية إن أمكن ذلك .
وكذلك إنخرطت أوروبا في أحداث أوكرانيا تلبية للمخاوف التي نسجتها الولايات المتحدة من البعبع الروسي ، وانساقت ساجدة للفوضى التي تم تنسيقها وفق منظور الحكومة العالمية الخفية ، والتي تنسج أحداث معركة نهاية العالم وفق اليمين المتطرف المسيحي ألأنجليكاني المتطرف، والمتفق مع الرواية التوراتية التي تمهد لتلك المعركة عبر عودة المسيح اليهودي المُخلّص ، والذي سيكون على رأس المعركة الكونية في مجيدو ضد قوى الظلام والمقصود هنا المسلمين ومن مشى في رقابهم.
مايحدث في فلسطين من إعتلاء من أحزاب دينية يمينية لمنصة الحكم التوتاليتاري هناك والتي على رأسها بن غفير وسموترطش ، وتناغم العالم مع هذا الحدث ، إنما هو في الحقيقة إيماءة توافقية تعبر عن سجود لفوضى داخل الكيان الذي أنشؤوه داخل الوطن العربي ، ستكون تحريكا لنبوءات إنجلية وتوراتية وردت في أسفار دانيال وحزقيال وهشعيا ، تخبر عن فوضى دامية ستكون في البيت المقدس داخل القدس ، ستقود في النهاية إلى ظهور المسيح عيسى الذي سيُعيد الأمان إلى الأرض ، وفق نظرتهم في إنتصار الصليب ، وهذه رؤية موجودة في الأدبيات الإسلامية ، ولكن من أجل إعادة الوحدانية كشعار عقائدي سينتصر على كل الخزعبلات في منطوق الكتب الأخرى.
على أي حال ما يحدث الآن هو فوضى تغذيها الدول الكبرى وتوافقها الصغرى التي تمشي في ركابها، وتلعب دورها كحارس أمين على تعميم الفوضى عبر رفدها بوسائل ديمومتها المالية والسياسية والعسكرية والاجتماعية والفكرية والعقائدية ، بحيث يكون السجود لها طقس من طقوس الرغبة في الحياة والاستمرار كلاعبين على رقعة الشطرنج ، وإن كانو أدوات لأصابع لم تعد تلعب بالخفاء ، وإنما على رؤوس العَيان .
ولكن غاب عن أذهانهم أن موعدهم الصبح ، أليس الصبح بقريب
فاستبشروا خيرا
لاغالب إلا الله.
01/02/2023 11:04