الرئيس الفرنسي ماكرون ، يقول أن القتل الذي قام به فرنسي بحق ثلاثة أكراد في باريس هو (عمل مشين)
فقط لا غير .

مكتب المدعي العام الفرنسي يقول بعد الإستجواب الأولي للقاتل ، أن عمله تم بدافع عنصري ، ثم تم إيقاف الإستجواب لأسباب طبية ، وتم نقل الرجل إلى وحدة الأمراض النفسية.

هذا القاتل متهم بأعمال عنصرية وتحرش ضد الأجانب والأقليات وحمل السلاح لثلاث مرات ، في 2019,2020,2021 والآن جاءت هذه العملية الإجرامية في أواخر سنة 2022، ولم يتم وصف هذه العملية بالإرهابية من أي مؤسسة إعلامية أو حكومية ، وحتى قصر الإليزيه وكذلك من رأس السلطة ماكرون ، إلا بالعمل المشين أو العنصري والعنيف. 

ولو كان الفاعل عربي ومسلم، لأغرقت وسائل الإعلام الكون بأنه عمل إرهابي يجب أن يلاحق لأجله الممولون والداعمون لهذا العمل الجبان ، وبالطبع فأجندات التهم جاهزة ضد دولة أو كيان ما في منطقتنا العربية والإسلامية ، حيث يتم إستنفار العالم بكل أجهزته السياسية والإعلامية والإستخبراتية ، والعسكرية ، بل وتفتح البنوك الدولية إعتمادات مالية غير محدودة لتمويل أي عمل من شأنه ضرب ما يسمى مواقع الإرهاب ، وهي في الحقيقة تم تحديدها مسبقا ، أي قبل القيام بهذا العمل الإرهابي على حد وصفهم.

الكيل بمكيالين في التعامل مع مثل هذه العمليات سواء ما يقوم به الأفراد أو ما تقوم به الدول ، جعل التمييز العنصري ، الذي وضع أسسه الكاتب تشمبرلن في كتابه أسس القرن التاسع عشر ، والذي يقوم على التمايز بين الأعراق ، هو السياسة السائدة في ادبيات الغرب الأوروبي بالإضافة الى الولايات المتحدة الأمريكية.

هذه النظرية التي تعتمد على سيادة العرق الآري الذي وضعه تشمبرلن في أعلى سلم الأعراق، وباقي الأعراق إنما هي اعراق منحطة مثل العرق السامي الذي منه العرب ، لا يمكن أن يرتقوا إلى مصاف الجنس البشري الأوروبي المتحضر .

واقع الأمر أن مايقوم به ما يسمى بالعالم المتحضر ، هو عبارة عن تبني النظرية النازية في التعامل مع الشعوب الأخرى ، ولكن بإسلوب القتل النظيف، وهم يتنكرون بالديموقراطية ويتعاملون مع باقي الأمم من خلالها ، فيقيمون حفلات الإعدام بإسم محاربة الإرهاب في محفلهم الماسوني الذي أُطلق عليه مجلس الأمن ، أحد هيئات الأمم المتحدة ووسائلها في إستعباد العالم. 

ان يُقتل أحدهم في حادث طريق يكون السبب به رجل أو إمرأة أو شيخ أو طفل من العرب والمسلمين، فهذا في راي الغرب المتحضر هو الإرهاب بعينه.

وهذا يستدعي تهديد العالم وإرسال البوارج، وقطع المساعدات ، وصولا إلى إسقاط أنظمة الحكم التي ترفض أن تكون عميلة مُستعبدة لهم .

أليس هذا ما فعلته أمريكا عند غزوها لأفغانستان واتهام المسلمين فيها أنهم وراء تدمير ناطحات السحاب (مركز التجارة العالمي )في نيويورك حيث قامت بغزو أفغانستان لعشرين سنة وتدميره عن بكرة أبيه ، وليتضح بعد ذلك أن الأمر لم يكن كما وصفته الأكاذيب الأمريكية ، وإنما هي مؤامرة محسوبة تم التجهيز لها وبعلم مسبق من أجهزة الاستخبارات كما اوضحت التحقيقات المستقلة بعد ذلك.

وهذا ما حدث مع العراق درع الأمة الذي تم إتهامه بأنه معمل لإنتاج الأسلحة الكيماوية والبيولوجية ، وأنه وراء خراب العالم ومركز تصدير الإرهاب ، وتم سحبه إلى مصيدة الكويت ، في وقت كانت الحرب مع إيران لسنوات طويلة وهو يحارب الفرس ويدافع عن الأمة ، قد أخذت منه كل مأخذ واستنزفت قدراته المادية والعسكرية ، فتمت هذه الحرب المعروفة بحرب الخليج ،ثم الإستمرار والتقدم نحو إكمال المهمة في تدمير العراق ، الذي كان على أجندات العمل الإستخباري الأمريكي منذ عام 1973، منذ كان بوش في المخابرات وبريجنسكي في هيئة الأمن القومي ، بكذبة إفتعلها بمعلومات كاذبة وزير خارجية أمريكا كولن باول في مجلس الأمن جاء في محتواها أن العراق هو عبارة عن أسلحة فتاكة متحركة يجب القضاء عليها ، فتم الهجوم على العراق وتدميره، وإعادته إلى الوراء عشرات السنوات ، وتنصيب فئة من العملاء على رأس عراق العرب الذي قاوم الوجود الأجنبي على أرض العرب منذ حكم أنوشروان قبل الف وأربعمائة عام وحتى عصر القائد الرمز صدام حسين رحمه الله رحمة واسعة. 

وماقام به الإستعمار الفرنسي في الجزائر من قتل أكثر من مليون ونصف جزائري تحت مُسمى تحضير الجزائر وأخواتها في سوريا ولبنان وتونس والمغرب للإستقلال، وواقع الأمر هو إحتواء هذه البلاد تحت عباءة فرنسا ، وقيادات عميلة تتكلم العربية بفصاحة وتدعي القومية تارة والإسلام تارة أخرى ولا بأس أن يكون للعمائم التابعة لولاية الفقيه دورا في ضرب الوحدة الوطنية وشريكة للمحتل في محاربة الإرهاب الموصوف، وفق مصالح متبادلة ينتفع بها القاطن في قصر الإليزيه، أو صاحب الولاية في قم وحسينياتها ، أو ممن هم قد فقدوا مبادئهم من اهل السنة والمذاهب المسيحية على إختلاف كنائسها.

وهناك فلسطين التي جرت بها مجازر الإنجليز تحت مسمى (اليوم انتهت الحروب الصليبية )التي أطلقها أللنبي عند دخول بيت المقدس عام 1917، وتسليم فلسطين للصهاينة الذين أجروا مذابحهم في كفر قاسم ودير ياسين والطنطورة وقبية وحيفا وجنين ونابلس والخليل وغزة ، وكل المدن الفلسطينية ، ولم يُستثنى من ذلك الصحفيون، والعلماء والأطباء والأدباء والعمال والقياديون والرجال والنساء والأطفال والحوامل والشيوخ ، وكل ذلك تحت نظر العالم الذي يدعي التحضر والديموقراطية ، ثم ينتخب الإسرائيليون ممثلين من حركة كاهانا ، الذي قتل ثلاثين من المصلين المسلمين أثناء صلاة الفجر ، كي يقودوا العمل السياسي والعسكري في إسرائيل ، والعالم يصفق لديموقراطيته الزائفة التي زرعها في قلب أمتنا المخدوعة بإنسانيتهم ، كما خدع تلك الشعوب التي يحكمها ويُريق دماء أبنائها بإسم الديمقراطية.

فماذا يمكن أن نقول عن هذا الذي هو قطرة في بحر ارهابهم الذي تأذت فيه شعوبهم في حروب الغرب المتعددة والتي فقدت فيه أكثر من مئة مليون من تعداد سكانهم بسبب إدعاءتهم الباطلة وذلك في حربين فقط ، فكيف ما كان بعد ذلك حتى وقتنا الحاضر .

كفاكم كذبا واستهتارا بعقلية شعوبنا وشعوبكم ، فأنتم من صنعتم الذبح والقتل والتنكيل عبر التاريخ القريب والبعيد ، فليست حملات الفايكنج التي إحتلت أوروبا بالمجازر واصبحوا قادتها، ولا حملات المحتلين البريطانيين لأمريكا الشمالية وقتل عشرات الملايين من الهنود أصحاب الأرض الفعليين ، ولا ماقام به فرنجة اليزابيث في إسبانيا من قتل وتعذيب للمسلمين هناك ، إلا تاريخا واضح المعالم وتعبيرا يحمل كل معانيه من هو الإرهابي القاتل ، ومن هو الجلاد ، ومن هو الضحية الذي لازال يُذبح ليل نهار حتى وقتنا الحاضر تحت عنوان إنه عربي بكل اطيافه الفسيفسائية، سواء كان مسلما أو مسيحيا وبكل بطاقاتهم التعريفية الجانبية .

فاستبشروا خيرا 
لا غالب إلا الله.