يدعي الكاتب اليهودي أيال زيسر في صحيفة إسرائيل هيوم الليكودية التوجه ، أنّ الواقعية السياسية تقول (أن إسرائيل هي المنتصرة في الحياة الحقيقية داخل مكونات الشرق الأوسط ).

هذه الواقعية التي يتحدث عنها ، هي ما فرضتها السطوة الإمبريالية العالمية والمتمثلة ببريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية، وقوى الماسونية التي تمثل الحكومة الخفية التي تُسيّر قوى الشر العالمية نحو خدمة أهدافها والتي تتجلى في تدمير العالم العربي والإسلامي ، وإسقاطهما من أي دور ريادي يعيد لهما ما فقدوه بالأمس .

وبالرغم من هذه السياسات التطبيعية وليست الطبيعية التي تمّت في المنطقة بين حكام مصر في كامب ديفيد و حكام الأردن في وادي عربة ، ومناضلي منظمة التحرير في أوسلو ، وصولا إلى ما يسمى السلام الإبراهيمي بين بعض حكام دول الخليج وإسرائيل ، إلا أنّ حقيقة الواقع بدا واضحا في مونديال قطر 2022، الذي بيّن أنّ الواقع السياسي ليس له إعراب بين ظهراني الشعوب العربية.

لقد حاول المراسلون الإسرائيليون عقد لقاءات عفوية مع المشجعين من مختلف الدول العربية ومن ضمن ذلك تلك الدول التي عقدت مع إسرائيل معاهدات التطبيع والإستسلام ، فلم تجد من يرحب أو يقبل في ذلك ، بل كان الجواب واضحا لا يقبل التأويل ، لا يوجد إسرائيل بل هناك فلسطين ولا شيء غير فلسطين.

بحثهم اليائس والبائس عن شيء من الإهتمام ولو بكلمة لطيفة ، كان من يبحث عن إبرة في صحراء الربع الخالي.
لقد كانت الصورة واضحة المعالم ، القضية الفلسطينية هي القاسم المشترك الذي يوحد الجميع مهما كانت الاختلافات السياسية كبيرة بين الدولة العربية هذه أوتلك.

إعتقد هؤلاء أنّهم سيتم إستقبالهم بالعناق والقبلات ، ولكن ما حدث هو العكس ، هناك من إنهال عليهم باللعنات والبَصقات ، وهذا بيّن أن الشارع العربي لا زال يراهم أعداء ومحتلين لأرض عربية عزيزة وهي فلسطين.

ليس كما نشر الكاتب أن الهزيمة المستمرة للدول العربية ، بالإضافة إلى التطبيع (الميني عربي) ، سيكون كافيا لتركيع الشعوب العربية ، ووضع تاج الصهيونية على رؤوسهم .
بل تبيّن العكس ، أن الشعوب العربية مهما إختلفت جنسياتهم هم فلسطينيون المعتقد والهوى ، فأعلام فلسطين التي كانت ترفرف في الشوارع والملاعب القطرية ، وعلى أكتاف الجماهير تخبر أنها في حرب مستمرة لتحرير فلسطين ، عبر كل الوسائل الإجتماعية والرياضية والثقافية والاقتصادية والسياسية ، إلى أن يتقدم من يحمل الراية ويعيد الحق إلى أصحابه.

لقد قدمت قطر فلسطين وكذلك الإسلام للعالم في أبهى حُلّة ، وأجمل رائحة .

لقد عرفت الشعوب من كل أنحاء العالم من هو الجلاد ومن هو الضحية ، من هو القاتل ومن هو المقتول ، من الإرهابي في تعاليمه المحرّفة ، ومن الذي يحمل عقيدة التسامح والسلام والحقيقة.

الحقيقة المُرّة في الواقع السياسي الجديد ،و التي يجب أن يعرفها هؤلاء هي:
أنّ ملجأ الجبناء هي تلك العهود التي وقعوها مع أمثالهم ، والتي يتدثرون بها تحت عنوان الواقع السياسي الذي أعتقدوه وهم واهمون ، أنه سيَحُل العُقد مع الشعوب العربية ، التي أظهرت واقعا حقيقيا لا شك فيه وهو ، أن بوصلتهم هي فلسطين وتاج وقارهم هي القدس بالمسجد الأقصى وقُبّة الصخرة.

لذلك سجلت الشعوب العربية إنتصار الضحية على الجلاد ، وأن فن الممكن في تحقيق الإنتصار ولو كان معنويا يمكن أن يكون عبر الكُرة المستديرة ، وسواء انتصرنا في النهائي أو لم ننتصر ، فالنتيجة هي أن السياسة الواقعية لإسرائيل وسياستها قد هُزمت بالخط الأحمر العريض الذي حمل عنوانا واضحا هو 
(عاشت فلسطين حرة مستقلة ، وسقط الإحتلال وأذنابه في المنطقة)

فاستبشروا خيرا 
لاغالب إلا الله.