
أثار الضحك لدي ما نشرته صحيفة "لوفيغارو"، في إسرائيل متطرف بن غفير في منصب رئيسي.
حالة الخداع الإعلامي العالمي ، أن هناك في إسرائيل متطرف وآخر ليس كذلك ، ومن ثَمّ الإنجرار عربيا إلى ترديد هذا الخطاب الشاذ ، وكأن من يحكمون داخل المؤسسة الإسرائيلية ليسوا متطرفين ومن أقصى اليمين حتى ولو كانوا من اليسار الوسط ، اواليسار المتطرف كما يدّعون .
بعكس ما تم توقعه عن أزمة في المفاوضات الإئتلافية لتشكيل حكومة إسرائيلية، فقد تم الإتفاق بين الليكود بزعامة النتن ياهو ، والقوة اليهودية بزعامة بن غفير ، على تعيين المدعو بن غفير بمنصب وزير الأمن القومي وبكل الصلاحيات الواسعة .
السابقة الخطيرة في هذا التعيين ، هي منحه كامل الصلاحيات تجاه الشرطة ، التي كانت حتى الآن بصورة أو بأخرى على درجة من الإستقلال تحت وزراء الأمن الداخلي ،والسابقة الأخرى هو إخضاع فصائل حرس الحدود في الضفة الغربية مباشرة له ، وهذا يعني تكوين جيش خاص لبن غفير، سيكون خاضعا لإمرته مباشرة، وهذه القوات العاملة في الضفة الغربية هي قوة الردع السريع والإحتياطي الأهم والأكثر توفرا، والتي سيتم تبعا لذلك إلى ميدان المواجهة مع الفلسطينيين ، من أجل حماية اعتداءات المستوطنين ، وهذا ضمن روحية بن غفير الصهيونية العدوانية.
هذا الذي خرج من صلب حركة كاخ الصهيونية الإرهابية والتي قتلت أكثر من خمسة وعشرون من المصلين أثناء الصلاة في الحرم الإبراهيمي ، سيكون عضوا أساسيا في طاقم على طاولة الكابنت التي ستناقش القضايا الحساسة في دولتهم .
ثم سينضم إلى مائدة اللئام العنصري الآخر سموتريتش الذي نجح في الإنتخابات والذي يطالب بنقل الإدارة المدنية لمسؤوليته كوزير مستقبلي لوزارة المالية ، وبالتالي يجتمع بيد هاذين العنصريين المخزونات المالية والعسكرية والمعلومات الجغرافية ، التي ستؤهل هؤلاء لقيادة المستوطنين نحو التوسع في الضفة الغربية ، والسيطرة الإستيطانية على المسجد الأقصى ، وصولا إلى إعادة السيطرة على الضفة الغربية بكل تفاصيلها السياسية والاجتماعية والاقتصادية.
بالإضافة إلى تشديد السياسات والممارسات، ضد عرب الداخل وطموحاتهم في نيل حقوقهم الأساسية .
لا يوجد متطرف وغير متطرف في العرف الصهيوني .
هناك أجندات توراتية بُنيت على معلومات مزورة ، وبالتالي ما يحدث الآن هو إجتماع المتطرفين على مائدة واحدة وبطعم واحد ، ولكي تمضي السياسات اليمينية دون معوقات سيتم إحالة الكسالى من الضباط المتطرفين إلى التقاعد ، وسيتم إجراء تعديلات في القوانين من أجل إكمال تبرئة نتنياهو من التهم الملتصقة به ، وإجراء تغييرات في المناصب القضائية لتسهيل الإجراءات الإدارية اللازمة .
أعتقد أننا مقبلون على واقع جديد ، سيجعل من بن غفير وشركائه في الحكم ، يطلبون التهدئة لهول ما سيحدث من إنفلات في الأوضاع الأمنية ، ولن يكون الداخل الإسرائيلي بمأمن مما سيحدث ، كنتيجة لتشكيل كهذه حكومة .
القادم سيكون أفضل بالنسبة للفلسطينيين ، بالرغم من حجم المعاناة الكبيرة التي سيواجهونها ، ذلك أن المتطرفين حفروا من أجل خراب عشّهم ، وإنّ غداً لناظِرِه قريب .
فاستبشروا خيرا
لا غالب إلا الله.
29/11/2022 07:09