على بعد عشرة أيام من إنتخابات الكنيست التي لا ناقة ولا جمل لنا فيها ، يجتهد عرب الداخل الفلسطيني بالترويج لأهمية مشاركة العرب في الإنتخابات الصهيونية ، وأن المشاركة هي جزء من النضال الفلسطيني من أجل تحصيل الحقوق .

والطريف بالأمر أن ّ الذي يحمل لواء الوطنية هم من كانوا أعضاء ولازالوا في الحزب الشيوعي تحت مسمى الجبهة ، وهي التي بقياداتها الأولى منذ توفيق طوبي ، دعمت قيام إسرائيل كدولة ولم تمانع في تزويدها بالسلاح، وانها تدعم وجود إسرائيل كدولة ديمقراطية، بل هذا الشخص وحزبه دعموا قدوم المهاجرين إلى فلسطين .
يعني دعموا يهودية الدولة ، التي يحاولون عبثا إقناع الوسط العربي بصدق توجههم في إلغاء قانون القومية اليهودية.

هذا الحزب لم يراعي حتى الثوابت الدينية لمختلف الطوائف عندما دعم عبر ممثليه قانون المثلية ، بل وتعاضد معهم في مظاهراتهم، ودعمهم بالكلمات وبالنضال العفن من أجل تحقيق قضيتهم .

وبتحالف العربية للتغيير معهم ، أصبحوا في واقع الأمر لا يختلفون عن أي حزب صهيوني ، في الدفاع عن كينونة الدولة الصهيونية التي يستلمون رواتبهم منها .

في المقلب الآخر القائمة الموحدة ، التي تتستر بستار الدين واللحى ، جعلت من تحريفها وتأويلها لكتاب الله ، منبرا كي تصل به إلى الكنيست ، بل وتمضي قدما في تحالفات مع اليمين المتطرف واليسار الذي لا يختلف عن اليمين في شيء ، وتحت إكذوبة تحقيق المصالح ودرء المفاسد، أصبحوا يشكلون الفساد بعينه ، بل وجزء مهم من عملية الظلم المبرمج للقضاء على الهوية الفلسطينية ، فالقتل المنظم أصبح حياة يومية ووجبة لا بد منها في كل يوم ، والإستيلاء على الأرض بادرة حسن نيه تتغاضى عنها القائمة الموحدة ، وحصار الشعب الفلسطيني في الضفة وغزة ، تم إحتواؤه في منظومة الأخلاق داخل مؤسسات الحركة الجنوبية ، حتى أصبح الجلوس مع بن غفير (ابن جبير) ، وعتاولة اليمين المتطرف، هو فن في التكتيك السياسي لهذا الحزب الذي شكل مع الأحزاب العربية الأخرى داخل الكنيست ، وصمة عار في جبين التاريخ الفلسطيني وأسس النضال من أجل تحرير الأرض والإنسان.

هذه الأحزاب المشتبه بصهيونيتها ليست بعيدة عن التنسيق مع أدوات السلطة الفلسطينية ، التي تحتوي أيضا جبهويين وإسلاميين ومستقلين يتفقون مع المشروع الصهيوني ، وتجمعهم مع ليفي علاقات الحب والغرام ، وبالتالي أصبحت ملفات حقوقنا الوطنية ، إما فوق سرير الخديعة ، أو تحت سرير التآمر ، والكل يعزف على أوتار واحدة، تحمل سيمفونية صهيونية الدولة ، وبقاء الجيوب في رام الله وفي بطون العرب المتكرشين في الكنيست عامرة دون خذلان ولا خسارة.

حذار .. من الخديعة أن تتكرر عليكم في الجليل والمثلث والنقب ، فأنتم في نظر الفكر الصهيوني ، لم تتعدوا أنكم طابور خامس لا يُؤمن لكم ، وفي أحسن الحالات خدم على أبواب قبورهم .

على الشعب الفلسطيني المضطهد والمسلوب حقوقه التاريخية، أن يستفيق من هذا الوهم الذي تغذيه المسماة بالأحزاب العربية ، وأن يوصدوا الأبواب أمامهم ، وأن لا يكونوا يوما في التاريخ الفلسطيني عندما يعود الأمر إلى أهله ، عارا على أنفسهم وعوائلهم ، فالمصلحة هي مع الله ، والحرب قادمة لا محالة ، فاستفيقوا يا عرب قبل أن يصيبكم الجرب..

والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعقلون.