
أربعة عشر تنظيما فلسطينيا يقفون كما أنهم صف في عرس جاهزون للرقص ورد العتابا، أمام الإعلام العالمي ، الذي نقل بالصوت والصورة للعالم أجمع كم نحن متفرقون ومنقسمون ، بل كم نحن عاجزون على الإتفاق على وجود كلمة واحدة يتلوها فلسطيني واحد عن الشعب الفلسطيني بأكمله.
إعلان الجزائر عام 1988، قادنا إلى إتفاق أوسلو والتفريط بكل تاريخنا وماضينا، فأين سيقودنا إعلان الجزائر عام 2022، هل سيكون تسليم السلاح وفض بكارة المقاومة ، والتنازل عن باقي الأمانة.
أن تسمح مصر بإجتماع الفصائل في الجزائر ، وخروج قادة الفصائل من غزة ، وسماح إسرائيل بخروجهم من الضفة ، هذا يعني أن هناك إتفاق آخذ في التبلور، تشرف عليه أمريكا ووكلاءها في المنطقة ، سيؤسس إلى ما بعد أوسلو ، وربما إتفاقات بينية تسهّل حل عُقد المفاوضات مع إسرائيل ، خصوصا بعدما أعطت إيران الضوء الأخضر للبنان بالتسوية مع إسرائيل ، ومباركة حزب الله لهذا الإتفاق.
وإن أحسنا الظن بصدق ما يحدث في الجزائر ، فإن النتائج كانت أقل مما هو مطلوب ، وكان من أبسط أسس الصلح بين الإخوة الأعداء ، أن يتفقوا على تشكيل حكومة وحدة وطنية إنتقالية، بل وإعلانها فورا من الجزائر ، من أجل العمل على عنوان واحد هو الإنتخابات الرئاسية أولا ثم التشريعية ثانيا ، ودون الإنتظار لمدة عام ، وهي تجربة مر بها الشعب الفلسطيني بعد إتفاق مكة سابقا ، وكان الفشل الذريع هو مصيرها.
بيان الجزائر هو مجموعة من المحاسن اللفظية والتحسينات الإنشائية ، التي برع فيها المشاركون في هذا المؤتمر، والتي لا يحسنون غيرها كنمط إعتاد عليه المنظرون في السياسة .
مجموعة من العجزة الذين أكل عليهم الدهر وشرب ، لا يملكون من أمرهم شيئا ، فهم منقسمون في الولاء بين الشرق والغرب، ويحملون كل الأجندات ، إلا أجندة فلسطين وتاريخها المقاوم والمشرّف.
لم يتكلف هؤلاء (المناضلون)، عناء إرسال رسالة تشجيع وتأييد للشعب الفلسطيني الذي يخوض ملحمة الثبات على الأرض والعصيان المدني ، وكان الأولى أن تجتمع كلمة الفصائل في حدها الأدنى ، على إصدار بيان موّحد ، يتم الإعلان فيه على حشد الطاقات المتنوعة داخل الشعب الفلسطيني وخارجه من أجل دعم إنتفاضة الشعب الفلسطيني ، التي يقوم بها قيادات شابة ليست مكونا تنظيميا ينتمي الى هذه المنظمة أو تلك .
الجزائر عنوان كبير ، ولكنها فشلت أمام فلسطين ، بأن توحد الجمع المبعثر على الكلمة السحرية التي تجمع ولا تفرّق ، وهي المقاومة التي تحمل رائحة الثورة الجزائرية ، والنضال الفيتنامي، والكمبودي والكوبي .
لقد فشلت هذه القيادات المهترئة فشلا ذريعا عندما قبلت ببيان هزيل كهزالة وبؤس واقعهم.
قراءة أولية إلى أن نرى الغد ، وإنّ غدا لناظره قريب.
فاستبشروا خيرا.
14/10/2022 23:01