منذ أيام إنتقلت الملكة إليزابيث الى خالقها بعد أن عاشت ست وتسعون عاما ، منها سبعون عاما ملكة دستورية على المملكة المتحدة وأربعة عشر دولة أخرى منها أستراليا وكندا ونيوزلندا وغيرها من دول الكمونولث البالغة ثلاثة وخمسون دولة .

وبمناسبة موتها قامت الدول في العالم بتنكيس اعلامها ، وكان أولها حكومات بلداننا العربية ، التي تراوح زمن تنكيس اعلامها ما بين ثلاثة ايام الى سبعة ايام حدادا على ملكة العصر والزمان.

والحقيقة أن الميّتة أشرفت من خلال حقبتها الزمنية سواء عندما كانت وليةً لعهد والدها او كملكة ، على ماقامت به الحكومة البريطانية من تجاوزات سياسية وإنسانية ومجتمعية وعسكرية، عبر تواجدها في مختلف القارات ، سواء في الظلم الكبير الذي قامت به جيوشها في فلسطين و الهند وإفريقيا وبقاع أخرى مطلة على البحار ، من سرقات للثروات في باطن الأرض كالذهب والنفط ،وظاهرها كالأرض والبشر والأنهر والجبال والأعمار.

هذه الإمرأة التي يتم تنكيس الأعلام من أجلها ، راقبت سرقة فلسطين عن كثب ودعمت قيام دولة صهيونية على ارض لم تملكها بريطانيا ، ودعمت حكوماتها العصابات الصهيونية بالمال والسلاح والتدريب الإداري والعسكري ، بل والوقوف أمام ثورات الشعب الفلسطيني الأعزل من كل شيء إلا كرامته الوطنية .
هذه المرأة كانت شاهدة على المذابح التي تمّت بحق الشعب الفلسطيني في القدس وحيفا وعكا والطنطورة والجليل ويافا ونابلس وجنين ورام الله وكل مدن وقرى وخِرب فلسطين من أقصى شمالها الى أقصى جنوبها.

هذه التي نكّست بلداننا العربية والإسلامية أعلامها من أجلها ، كانت تتربع على قمة هرم المحفل الماسوني وراعية ماسون بإسم المسيح الذي حرصت على إتباع إنجيله اللندني ، بما يخدم مصالح المملكة المتحدة العليا.

هذه المُتَوَفّاة ، كانت ترتدي قِطع مجوهرات مسروقة من مستعمرات بريطانيا في العالم فعلى سبيل المثال لا الحصر، إمتلكت الملكة أكبر الماسة مقطوعة في العالم تُعرف بإسم النجم العظيم لإفريقيا والتي تزن 530 قيراط ، سرقت من جنوب إفريقيا عام 1905، وتقدر قيمتها ب400 مليون دولار، وتم استبدال إسمها بعد السرقة الى توماس كلينون.

وهناك الماسة كوهينور وهي من اكبر الألماس عمرا، فعمرها 5000 سنة ، أخذت من الهند المستعمرة البريطانية المدللة عبر أحد أمراء الهند يدعى دولييب سنغ عام 1850، وهو من عملاء بريطانيا هناك وتوضع هذه الماسة ضمن مجموعة من قطع الألماس الموضوعة في تاج الملكة ، علما أن هناك اربعة دول تقول بملكيتها وهي باكستان وإيران وأفغانستان بالإضافة الى الهند.

وهناك أيضا الياقوتة الحمراء والتي تتصدر التاج الملكي البريطاني ، وهي في الحقيقة إحدى جواهر الأمير أبي سعيد محمد السادس بن إسماعيل الساعدي الخزرجي الأنصاري، أحد ملوك غرناطة بني الأحمر، الذي قتله بيدرو الرهيب ملك إشبيلية بعد إستضافته واستولى عليها من ضمن مجوهرات اخرى ، الى أن خان بيدرو أخوه وتمرد عليه بمساعدة الأمير الإنجليزي إدوارد المعروف بالأمير الأسود ، والذي حصل على الجوهرة مقابل تلك المساعدة، ثم إستقرت وسط التاج البريطاني لملوك بريطانيا ، بل وأصبحت منذ عهد الملكة فيكتوريا وسط التاج الى الآن.

هذا غيض من فيض السرقات التي قامت بها بريطانيا من مستعمراتها في الخارج ، ومن يزور المتاحف البريطانية سواء في لندن او باقي المدن الإنجليزية ، يستطيع أن يرى حجم السرقات التي قامت عليها الحضارة الإنجليزية ، بل تشعر انك تعيش في محيطك العربي والإسلامي والآسيوي عندما تدخل الى هذه المتاحف ، التي تخضع للتاج البريطاني المحمول على رأس هذه المرأة لسبعين عاما ، ولمئات السنين على رؤوس غيرها، فتتعرف على تاريخك المفقود هناك .
وكما رأينا أن هذه المسروقات كانت تتغير أسماءها في بريطانيا ،حيث كان ذلك من سمات كل سرقات بريطانيا في العالم .

ففلسطين اصبحت إسرائيل ، والهند أصبحت باكستان وبنغلادش ، والقارة الإفريقية أصبحت دولا بمسميات ، وبلاد الشام والجزيرة العربية والمغرب العربي ، أصبحت أكثر من 22 دولة بأعلامها وجيوشها ، بالرغم من سياسة بريطانية فرضت زعماء على هذه الشعوب عبر أزمان متعددة والعديد منهم جزء من الماسونية العالمية تحت ظل التاج الذي إعتمرته بريطانيا.
هل رأيتم قيمة هذه المرأة التي تم تنكيس الأعلام لأجلها.
لا غرابة فهناك دائما مجمع يجمع أصحاب التخصصات ، واللصوص لا بد لهم من ديوان يجمعهم وأمير يحكمهم ، وهذا كان موجودا في مرابط خيل العرب في لندن .
ولطالما نادى الزجال زمن الإنتداب بحضرة ممثليه المقطع المشهور
( لندن مرابط خيلنا)
وإذا ببيوتنا وأفنيتنا ومضافاتنا وأراضينا ومقدساتنا وبحرنا وسهولنا وجبالنا مرابض لخيل الإنجليز ولأمريكا من بعدهم.
ألا شاهت الوجوه .....