(انا أستاهل ) هو عنوان العمل الفني الجديد للفنان محمد عساف الذي يشهد التطور الكبير الذي جرى في نمط اغنياته التي تتدحرج بكافة الألوان والاطياف من رومانسية حالمة، مترفة، شاكية باكية منظلمة، مندهشة، وطنية تراثية هادرة إلى اغنية القصة التراجيدية دون أن تفقد رومانسيتها الشعرية التي تدهش وتلذ".

اغنيته تسجيلية تصور ما تبقى في ذهن العاشق من خديعة ونكران وجلد للذات لتخرج مخزون الذاكرة وما دوَّنه الغُبار على مر السنين في وعي العشاق وتحديدا العشق العراقي الموسوم بنهري دجلة والفرات ورائحة بغداد التي تعج بالبخور والعشاق يأكلون البطاطا المشوية في شارع المتني وابو نواس.

إنها أغنية عراقية عاطفية حالمة تسرد أحداث قصة حب عبر تقطيع زمني مذهل بأسلوب قصصي سردي تصويري رشيق، وجاءت عناوين الأحداث فيها لتعبر عن شوق عاصف وحنين دفين له رائحة تشبه رائحة البلوط المشوي في المواقد وكوانين الحطب، وتمسح الغبار عن تلك العناوين المنسية.

لقد قدم لنا عساف أغنية قصصية عاطفية تسجيلية ناجحة تجسد معاناة العشاق وسهرهم وخداعهم ولهذا كانت صادقة ناطقة بواقعية تلامس الضمير والوجدان، وأعادتنا إلى الوراء وهي تحكي عن قصص الحب بين عنتر وعبلة وغيرهم .

عساف نقل لنا الأغنية وكأنه يعيشها أو يراقبها بعينه، فعبرت بصدق عن الواقع والمعاش، وباعتقادي أن القصد ليس مجرد السرد والوصف والتاريخ والعشق بل أبعد من ذلك.

بقي ان نقول ان الفلسطيني اندمج مع العراقي حيث المطرب فلسطيني عسافي وكاتب الكلمات العراقي قصي عيسى والملحق علي صابر وإشراف عام سمر عقروق.