هذه هي فلسطين تعيش بين نافذة ونوافذ ، تستسقي أمانها بدماء نازفة زكية ، لا تنقطع حتى قيام الساعة.

جاء أن صلاح الدين أثناء حملته المباركة لتحرير فلسطين وتاج فخارها القدس الشريف ، كان يتفقد الجند في ليالي الإستعداد للمعركة الفاصلة مع جيوش الصليبيين في معركة حطين المجيدة ، فكان أن مرّ على خيمة فيها جنود يقومون الليل ويبتهلون الى الله في الدعاء ، ودموعهم تجري ، فقال القائد المظفر صلاح الدين من هذه الخيمة يأتي النصر ، ثم مرّ على خيمة أخرى والجنود فيها ينامون نوما عميقا ، فقال من هذه الخيمة تأتي الهزيمة .

وهنا نستدعي صلاح الدين لينظر كم باب للهزيمة تمّ فتحه ...

#فهل نتحدث عن جيوش تم إنشاؤها لتحمي عروشاً جاءت لتحمل على عاتقها أجندات الماسونية ، وتفاصيل القهر والظلم ، ورفع راية الإحتلال بأسماء عربية .

#أم خديعة حروب قامت في ظاهرها من اجل التحرير ، وإذا بها تستعر لإقامة دولة بني صهيون وتثبيت عروش كما كان الأمر في عام 1948 و 1967 .

#أم خرافة السلام العادل والشامل مع عدو غضب الله عليه من فوق سبع سموات كما كان الأمر في اتفاقية كامب ديفيد و أوسلو ووادي عربة ومؤخرا الإتفاقية الإبراهيمية.

#أم أحدثك عن سلطة فلسطينية باعت 78% من ارض فلسطين بثمن بخس دراهم معدودة قوامها بساط أحمر ولقب السيادة للرئاسة ومنافع إقتصادية تملأ جيوب (المناضلين ) ، والعملاء السفلة.

#هل أخبرك عن نافذة التنسيق الأمني وتسليم المقاومين ، او حبسهم ، او قتلهم اثناء حفلات التعذيب السادية في أقبيةٍ سوداء مظلمة لا تحمل في حناياها إلا رائحة الموت النفسي الى أن ترتقي الروح الى خالقها.

#هل أحدثك أيها القائد العظيم ، عن نافذة الهزيمة المتجلية ، بالإنقسام بين طرفي الوطن .

# هل أخبرك كيف أصبحت بعض الدول العربية ترسل تهانيها الى دولة الصهاينة بذكرى الكارثة اليهودية ، ويوم استقلال الدولة الصهيونية التي قامت على أشلاء مذابح كفر قاسم، ودير ياسين وغزة ، بل وتشارك في هذه المناسبة بإرسال طائرات حربية عربية لكي تكون جنبا الى جنب مع طائرات الصهاينة في تلك الإحتفالات ، دون ان تستحي من الله أمام دماء شعب فلسطين الذي تم تمزيقه ، فاغتصبت نساءه وتيتم أطفاله وقتل رجاله وهدمت منازله ، في ذلك اليوم المشؤوم الذي إحتفلت فيه الصهيونية بيوم إستقلال دولتها .

أم لعلني أخبرك عن فلسطينيين تغطوا بزي الإسلام ورفعوا شعار الإسلام ، ثم أصبحوا داخل المنظومة الصهيونية تحت مسمى المشاركة البرلمانية من اجل نيل الحقوق الوطنية ، فإذا بهم اعضاء في حكومة يمينية متطرفة ، تمرر كل مذبحة للشعب الفلسطيني بتأييدٍ من أصحاب اللحى ، وبتبرير التكتيك السياسي لنيل الحقوق ، وإذا بهم يشاركون في ذبح الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج من الوريد الى الوريد.

هذه أجزاء من شبابيك الهزيمة ، التي صنعناها بأنفسنا عربا ومسلمين بشكل عام ، وفلسطينيين بشكل خاص.

أما نوافذ النصر المضيئة، والتي نرى النصر في ثناياها ، تتجلى في المرابطين على أعتاب المسجد الأقصى الذي يسرجون قناديله بدمائهم وتكسير عظامهم وأسْرِهم ، رجالا كانوا ام نساء ، شيبا وأطفالا.

وفي تلك الثلة المجاهدة التي تسطر ملاحم البطولة بين قول و فعل على أعتاب بيت المقدس وأكنافه .

ما كان النصر يتحقق للأمة بكثرة عدد وعظيم عُدّة ، وإنما هي القلة الثابتة على مبادئها التاريخية المنبعثة من صلب عقيدتها .

ولذلك مهما كانت نوافذ النصر قليلة امام نوافذ الإستسلام و الهزيمة ، فالنصر آتٍ لا محالة وما علينا إلا الإستبشار خيرا .