الإعلامية مزنة الأطرش حبة الكستناء المشوية، لها طعمها الخاص ونكهتها المميزة تطرق باب الوجدان الشعبي الوطني عبر ومضات استثنائية وأنوثة قاهرة غارقة في عبق النرجس البري والزعتر الاخضر ..... استطاعت خلال رحلتها الإعلامية أن تفرض على أنماط البشرية احترامها فجذبت إليها آلاف بل ملايين المعجبين من كافة الأقطار العربية وغير العربية....نعم شدت انتباه الجمهور بكل أطيافه اتجاه ما تقدم من ابداعات كونها سريعة البديهة ومحاورة بارعة واذاعية لامعة. فلا عجب انها شخصية مبدعة بالفطرة.. ذات كلمات رائعة جبرانية مرهفة...ودلالات فيروزية متجددة وشاعرية قبانية من الطراز الأول ودرويشية المذاق.

مزنة الأطرش تطل علينا من أعلى التلال لتخاطب الوجدان الشعبي العربي المرهف حيث أخذت صلابة جبال فلسطين وأرز لبنان ورائحة البخور عند جبل قاسيون وقدسية جبال حيفا وهدير بحيرة طبريا ومن سوق الحميدية صهيل البوظة والحلويات ودبس الخروب.

مزنة الأطرش الوجه الإعلامي الاكثر حضوراً... الأكثر شموخا.... الاكثر وهجا... الاكثر ولادة للإبداع... الأكثر ابتكارا للأفكار والقصص الصحفية....تملك منذ زمن بعيد صوتا شجيا واحساسا مرهفا....نعم أعمالها إبداعية حالمة مسكونة بصفاء السريرة والوجدان، تغمس حروفها في روحها وتطلق سراح الكلمات عطرًا، تناجي الروح فتثملها بالبوح.... إعلامها مترع بالحب والدفء والعاطفة الجياشة، وهي بلا شك إمرأة مبدعة وزاخرة بالمعاني المكثفة العميقة والصور الحياتية الجميلة الطافحة بالسحر والجمال والاحساس المبهر.

مزنة الأطرش عفوية وتلقائية، وفي مناخاتها الإعلامية التأملية والتعبيرية تأخذنا إلى عالم الحب والرومانسية والوعي والقهر والألم وأحلام اليقظة وتنفرد باختيار المواضيع الإعلامية البراقة الصادقة وتنتقي هذه المواضيع بخصوصية وسلاسة.
مزنة الأطرش إعلامية تشعل الضباب في قصصها وتقاريرها وتنفلت في طرحها المحشو بالدهشة....... إنها إعلامية لذيذة.