إجتمع اليوم العرب القيِّمون على أمانة القدس من المحيط الى الخليج في سديه بوكر ، ومن على منصة من اعلن استقلال اسرائيل عام 1947, والذي أمر بخوض حرب العصابات ضد العرب الفلسطينيين ، وكان على رأس حزب العمل الذي حكم اسرائيل لعشرات السنين والذي صنع المذابح في كفر قاسم ودير ياسين والطنطورة وغيرها العشرات من شمال البلاد الى جنوبها .

أجتمع العرب على ارض النقب كي يجسدوا حلم شمعون بيرس في الشرق الأوسط الجديد ، ضمن أجندات المصالح المشتركة ، التي كما صرّح بها قبل ذلك قادة الامن الإسرائيلي أنها كانت في تواصل مستمر وتعاون امني مثمر منذ عشرات السنين .

إجتمع وزراء مصر والإمارات والمغرب والبحرين في ضيافة لبيد وتَسَيُّد بلينكن وزير الخارجية الأمريكية الذي إجتمع قبل وصوله برئيس السلطة الفلسطينية ، حيث أخبر بلينكن الرئيس باهمية ضبط الأمن في الضفة وإحباط أي محاولة تهدف الى زعزعة الأوضاع خلال هذه الأسابيع القادمة ، وأن المطلوب هو التعاون التام أمنيا وان يكون شريكا في المحادثات المتعددة الأطراف ، من اجل الدفع بمشاريع امنية وإقتصادية إقليمية، ومن اجل ذلك تم الدفع بالقيادة الأردنية من اجل التواصل مع القيادة الفلسطينية ،والتأكيد على التحذير الأمريكي من هبة شعبية فلسطينية، قد تقلب المخططات في المنطقة رأسا على عَقِب.

يجتمع هؤلاء عند قبر العجوز المحبوب عند الإسرائيليين ، ولعلهم يضعون باقة ورد عند ضريحه بالإنابة يخبرونه بذلك أن صفحة الماضي في العلاقات وسوء الفهم عن حقيقة نبل القيادة الإسرائيلية قد طُوِيَت ، وأن العرب يرفعون شعار الماسونية فوق رؤوسهم من خلال إتفاقات ابراهيم .

جاء العرب يسلمون راية الجهاد المقدس في اواخر شهر شعبان الذي ترفع فيه الأعمال الى الله ، لإسرائيل الصهيونية ، من أجل الذوْد عن حياض الأمة الإبراهيمية من المحيط الهادر الى الخليج الثائر ، وذلك بالتصدي لهيمنة إيران واعوانها في المنطقة ، وذلك في ظل الحديث عن إتفاق نووي إيراني أمريكي أوروبي وشيك.

جاء العرب يتمسحون أخزاهم الله بالقوة النووية الإسرائيلية ، ويقدمون في ذلك كعربون صداقة، فلسطين بأرضها ورجالها وشيوخها ونسائها وأطفالها وشبابها، للمستوطنين يعيثون فيها فسادا كما أرادوا ، وفوق ذلك يقدمون المليارات والأجواء والتسهيلات والثروات والإستثمارات والتنسيقات الأمنية ،والقواعد العسكرية، وما على إسرائيل إلا أن تُزمجر أمام العالم ، وتضرب ضربتها في الوقت المناسب.

وقد إستبقت إسرائيل قدوم هؤلاء المحسوبون انهم عربا. بتحذيرات من عمليات امنية (إرهابية)، يقوم بها الفلسطينيون قبل رمضان ، والسماح لمئات المستوطنين بالإستمرار في الدخول الى الأقصى خلال شهر رمضان المبارك ، في خطوة تمهد للقيام بضرب الفلسطينيين في الداخل وفي الضفة وغزة.

وما على هذه الزمرة العربية إلا ان تبارك أي عمل أمني ولو كان ثقيلا ضد ابناء الشعب الفلسطيني، وخصوصا بعد إستعراض رجال الموساد للأوضاع الأمنية وحالة الخوف الذي يعيشه المجتمع اليهودي .

قمة العار في النقب ستعمل على تأكيد التعاون الأمني والعسكري مع المغرب ومصر ودول الخليج ، وإعادة الثقة الى العلاقات الأمريكية المصرية والخليجية ، وهذه المرّة بضغط إسرائيلي ، وتوضيح علني للولايات المتحدة بأن إسرائيل تحمل غطاء عربي مهم في أي إجراء عسكري في منطقة الخليج ، ومدعوما بدعم جيو استراتيجي.

في قمة الخزي والعار يجري هذا اللقاء الذي يتوج التطبيع العربي الصهيوني في فندق ملاصق لقبر بن غوريون ، في لحظة فارقة لم تتولد صدفة ، وفي دعوة صريحة لكل بلدان العرب الى المجيء الى الارض المغتصبة ، كي يدوسوا على دماء الشهداء وصرخات الثكالى وتضحيات الأسرى ، من أجل التطبيع والتورط في وحل المطبعين المتزامن مع تهويد الأرض الفلسطينية وتهجير سكانها داخل اسوار القدس وفي الشيخ جراح ، وسلوان وشعفاط ، وهذا كله ضمن خطة صهيونية ماسونية وضعت في بروتوكلات صهيون والتي تقوم على أسر وإحتلال الوعي العربي ، والتسليم بأن الفلسطينيين ماهم إلا جماعة من الغوغاء يتم ضبطهم بالتنسيق الأمني مقابل بساط احمر وإحدى وعشرين طلقة مدفعية .

كانت إسرائيل تذهب الى شرم الشيخ وأغادير وعواصم الخليج ، والآن هؤلاء يهرولون الى جلادهم ومغتصب مقدساتهم ومشتت شملهم وهم يحملون على رؤوسهم تاج الخزي والعار .

عند قبر بن غوريون يجتمع النظام العربي كي يقدم الولاء والتبعية عند عظام بالية ،ولا اقول الشعوب العربية الوطنية المناضلة، الذي وُضِعت أسسه في مؤتمر سان ريمو عام 1920 ، ثم مؤتمر القاهرة عام 1921, ثم من على البارجة الأمريكية عام 1945، وصولا الى معاهدات الإستسلام في كامب ديفيد وأوسلو ووادي عربة وحتى الإتفاق الإبراهيمي في البيت الأبيض .

ايها النظام العربي البائد المهزوم حتى الثمالة ، لا تتوهموا فأنتم تُوَقّعون وثيقة إندثاركم ، ففلسطين شعبا وأرضا تأبى الخضوع والإستسلام ، فالحابل سيختلط بالنابل وما الخطر الإيراني الذي تتحججون بوهم كذبهم ودجلهم ، إلا فقاعة أمام حماسة الشعب الفلسطيني وقيادته الوطنية على إختلاف ميولهم وإعتقاداتهم .

الشعب الفلسطيني هو الرقم الإستراتيجي الأهم في المعادلة الدولية والإقليمية على حد سواء.

إستبشروا خيرا 
فلا نامت أعين الجبناء