المتتبع لأنشطة الإعلامية مزنة الأطرش لا يستطيع بل ويحتار اين يضعها وتحت اي مسمى يمكن أن يصنفها فهي بارعة في نمط الصورة القلمية والقصص الصحفية والمقابلات الإعلامية بكافة ألوانها واطيافها وفي صياغة المذكرات الشخصية وتسطير السيرة الذاتية.
ما يثيرك أن عملها الإعلامي يحاكي الأبطال الحقيقيون ويعبق برائحة التراب الفلسطيني والتراث السوري وشفافية اللون العربي القرمزي وكأنها تسير بنا نحو بناء لوحات سردية نازحة من دمشق وبحر اللاذقية وأزقة حلب وشوارع حماة... وتستمر في المسير لتشكل آيقونة ذات دلالات إكريليكيّة لتساعدنا على تجاوز العمل الإعلامي النمطي ولا اكون مبالغاً إذا قلت أنها صحفية متمردة ترفض الانصياع إلى مزاجية الوجوه الغارقة في البحر المتلاطم.
ما يميز هذه المبدعة المجنونة أنها تقف عند حدود مفترق الجرح السوري النازف ترتشف من إشراقات الطفولة عملا ابداعيا جديداً لتخلق حالة إعلامية مذهلة منطلقها الإنسان بكل مكوناته وتجاربه وتضحياته ووعورة طرقه التي تضمد جراح الإرث التاريخي له وبهذا تنجح مزنة وببراعة وابداع منقطع النظير في خلق عمل إعلامي مصقول بعناصر الدهشة ومغلف بالجذب والتفاعل مع سرديات مخيم اليرموك ومؤتمرات الإعلام العربية....
ومرة أخرى أكد على جنونية هذه المبدعة التي تختزن في ذاكرة اوغاريت نصوصا إضافية لوضع المقدس على المشرحة وكأنها تدرك جيداً أن للتاريخ رائحة مقدسة مسكونة في الوعي الوطني.
أخيراً هي مجنونة باحتراف تشطح بنا عاليا لنحلق في قصصها الصحفية.

28/01/2022 21:45