
منذ يومين كانت فلسطين على موعد مع النائب عباس في الكنيست ، حيث تخلى عن أمن فلسطين وشعب فلسطين ، بإستمراره المحموم في إظهار حسن نواياه للصهيونية العملية ، وذلك من خلال دعمه لقانونيْنِ عسكريين ، يدعمان إستخدام الجيش وإشراكه في لجم الوسط العربي دون إذنٍ ولا دستور ، ودعم زيادة القوات في الضفة الغربية ، ودعم عمل المستعربين في الوسط العربي ، بالإضافة الى إعترافه بيهودية الدولة.
واليوم تطالعنا الأخبار بما تم في عتمة الليل من إجتماع للرئيس عباس مع وزير الدفاع الإسرائيلي غانتس وفي منزل الأخير في منطقة روش هعاين في ضواحي تل أبيب ، حيث كما افادت الأخبار الواردة من الوفد الفلسطيني ، أنّ الإجتماع تناول القضايا الأمنية والإقتصادية والإنسانية.
أما أخبار وزارة الدفاع الإسرائيلية ، فقد افادت ان الإجتماع اكد على أهمية التنسيق الأمني بين اجهزة الإستخبارات الإسرائيلية والفلسطينية ، وبالطبع الأمريكية ومن مشى في فلكها.
كلا العبّاسَيْن دعما المفهوم الأمني لإسرائيل ، فعباس الكنيست أباح عرب الداخل للأجهزة الأمنية الإسرائيلية ، وعباس الرئاسة أكّد على إستمرار إباحة فضح وكشف العمل المقاوم الفلسطيني أيضا لأجهزة الأمن الإسرائيلية.
لست أعلم السر الكامن في إسم عباس أن يكون وسيلة لسقوط الأمة وإستباحة غصن أصيل من أغصانها الا وهو الشعب الفلسطيني المجاهد.
في الوقت الذي يفتقد الشعب الفلسطيني بقواعده الثلاث في( الداخل والضفة وغزة )كل أسس الأمان ، من حصار عسكري وحصار سياسي وحصار أمني ، وفي الوقت الذي بدأ الشعب الفلسطيني يستعيد وحدته السياسية والجغرافية والوطنية ، وأخذ يتألق عالميا بصوت مسموع ، ولا يوجد فيه اي خلل ، والصيحات تتعالى من اجل وحدة الهدف ووحدة المصير ، يخرج علينا العبابسة في طرفي الوطن ، بتنازلات مهينة وذلك في قلب القدس وقلب تل أبيب .
التنسيق الأمني الذي تلهث وراءه الأطراف هو في الحقيقة ، التبليغ المسبق من أجهزة الأمن الفلسطينية لأي عمل مقاوم يتم إكتشافه ، لأجهزة الأمن الإسرائيلي ، من أجل إحباطه وعدم المساس براحة المستوطنين ، سواء كان ذلك في تل أبيب او في أي معسكر إستيطاني داخل الضفة الغربية.
أي إنحدار سياسي دوني هذا الذي وصل اليه البيت الفلسطيني ، وما هو المطلوب بعد ذلك من شعبنا المقاوم؟!
هل المطلوب أن نخلع سراويلنا ونقص شواربنا ونقضي على رجولتنا ونعيش كما تعيش البهائم التي تعيش في الحقيقة حرية بدأنا نحن البشر نغبطها عليها.
العباس كان عم رسول الله ، وظهره والمتكلم والمدافع عنه في بيعة العقبة ، وولده عبدالله ترجمان القرآن ومن العبادلة الذين سطروا مفهوم التقوى في حياتهم العملية ، وهو جد الدولة العباسية التي حكمت الأرض لأكثر من 500 عام ، وانجبت امثال المنصور و الرشيد و المأمون والمعتصم.
أما أنتم فيامن حملتم إسم العباس ماذا أنجبتم ؟ وماذا تُوَرّثون؟.
إنكم توَرّثوننا العار والجبن والتخاذل والذلة والتفريط بالحقوق ، وقبول التنازل عن المقدسات .
أنتم تورثوننا الخوف و القنوط والإستسلام ، بالإضافة الى قلب المفاهيم بحيث تصبح الخيانة عملا وطنياً نؤجر عليه ، والقبول بالإحتلال على انه أمر واقع ، وأن السياسة تجارة أخذ وعطاء .
في رأس العين و من على تلّة صهيون يتم تسليم فلسطين على أنه أمرٌ محمود وفعلٌ منصور والأب واحدٌ لهذا العمل الخياني وهو (عباس).
لعل المطلوب الآن هو إدارة الضفة بسياسة العصا والجزرة ، وتهدئة الأوضاع الداخلية وبمباركة وتوصيات المحور العربي الخليجي الأردني المصري ، من أجل تفريغ جيش الإحتلال كي يقوم بمخططاته العسكرية من إيران الى غزة مرورا بسورية و لبنان ، تمام كما فعل وزير المستعمرات البريطاني ونستون تشرتشل عام 1921 في مؤتمر القاهرة عندما منح فيصل ابن الشريف حسين حكم العراق ، وأخيه عبدالله حكم الأردن من اجل إخماد الإضطرابات في فلسطين والعراق وحتى سوريا، كي تستطيع تنفيذ اهم ما جاء في صك الانتداب على فلسطين وهو تطبيق وعد بلفور بإقامة وطن قومي لليهود في فلسطين.
وما يحدث اليوم دعم السلطة الفلسطينية سياسيا ومعنويا واقتصاديا ، مقابل الإستقرار الأمني في الضفة الغربية حتى تتفرغ اسرائيل لمهماتها في ضرب كل القواعد التي تشكل أو قد تشكل خطرا على امن إسرائيل في الخارج.
بين (حانا و مانا ) ضاعت الحانة ، ولكن فلسطين لن تضيع وعلى صفحة ترابها رجال وصفهم الله تعالى بقوله : (من المؤمنين رجالٌ صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نَحْبَهُ ومنهم من ينتظر وما بدَّلوا تبديلاً ).
هؤلاء ايضا فيهم من إسمه العباس ولكنهم لم ينقضوا العهد ولم يساوموا ولم يتنازلوا ولم يبدلوا ولم يخونوا عهد الله ولم يُوَلوا الأدبار ، بل عاشوا شرفاء على رائحة الجنة إنكبوا يتحسسون ريحها ، وكانوا يقولون عندما كان يتقاعس البعض ولا اقول يخون في ذلك الزمان (اللهم إنا نعتذر اليك مما صنع هؤلاء ونبرأ اليك مما جاء هؤلاء).
ونحن يارب نبرأ مما إستبرأ منه أصحاب رسول الله ، وأجرنا في مصيبتنا خيرا .
فاستبشروا خيرا
لاغالب إلا الله.
29/12/2021 08:57