ما يحدث في فلسطين كاملة من شمالها الى جنوبها ، ومن بحرها الى نهرها ، هو الإرهاب بعينه الذي تقوده حكومة إسرائيل عبر مجموعات ارهابية من المستوطنين والمستعربين ، الذين يقومون وفق سياسة مرسومة بدقة أشرفت على وضعها المؤسسات الأمنية الإسرائيلية وبرعاية سياسية إئتلافية متفق عليها.

ما تعيشه برقة وسيلة الظهر وسائر القرى والمدن الفلسطينية من جنين الى حدود غزة ، هو في حقيقة الأمر عدوان بربري همجي سافر ، يقف في موجهة هذا العدوان شعبنا الفلسطيني البطل الذي لا يملك إلا إرادة الثبات ومقارعة الأعداء بكل ما تيسر بين يديه من وسائل المقاومة والثبات.

المستوطنون من عصابات الإجرام الذين يتضح يوما بعد يوم انهم يتحركون بأعداد بشرية بلغت في منطقة برقة لوحدها حوالي عشرة آلاف إرهابي ، يقومون بالإعتداء على المنازل والممتلكات والسكان غير آبهين بالتفرقة بين رجل وامرأة ، أو شيخ طاعن في السن او طفل رضيع ، وهم يعبثون تحت حماية الجيش الإسرائيلي وأجهزته الممتدة ، وكل ذلك تحت بصر ما يسمى بالسلطة الفلسطينية وأجهزتها الأمنية ، التي لا نسمع لها حسّا ، إلا عندما تتحرك لإعتقال المناضلين والمقاومين الشرفاء ، الذي حملوا شرف البندقية وجعلوها رمحا عربيا إسلاميا من أجل الذّود عن التراب الفلسطيني .

الضفة الغربية الآن تعيش حالة مواجهة مستمرة ودائمة وإن لم تكن بالجديدة ولكنها وصلت الى مرحلة جديدة من العمل الصهيوني المنظم ، خصوصا ان الإرهاب يمارس في منطقة ج ، والتي يحاول الإحتلال من خلال العنف المنظم والقائم على تبادل الأدوار بين الجيش وعصابات المستوطنين ، العمل على ضم هذه المناطق للإحتلال ، وذلك تحت نظر وبصر العالم الديموقراطي أجمع.

ما يقوم به شعبنا الفلسطيني المقاوم الأعزل من كل شيء إلا من إيمانه العميق بعدالة قضيته ، وبإرادته الصلبة ، يخوض معاركه مع هؤلاء الرُّعاع في ظل سلطة تراقب من بعيد وكأنها تعيش في جزر القمر او في بلاد الواق واق ، تصدر صيحات إستنكار واستهجان ثم تُزبد وتتوعد بعقد جلسة للمركزية وللثورية من أجل إتخاذ خطوات( جادة ) ، جميلة هذه الكلمة التي لا تحمل أي معنى ، سوى الإستجداء من المحتل ، والقول لهم من وراء الكواليس نرجوكم أن لا تحرجونا ، وكأنهم لا زالوا يملكون شيء من الحياء في وجوههم.

أمام إرهاب الصهاينة المنظم ، يقف شباب برقة وسيلة الظهر وسبسطية ونابلس ورام الله وطولكرم والخليل واللد ويافا وحيفا وعكا والقدس وكافة قطاعات الوطن ، لا يأبهون بآلة الدمار الإسرائيلية ، ولا يعتقدون بسلطة حملت إسم فلسطين وهي منهم براء .

فلسطين ليست محمود عباس ولا إسماعيل هنية ولا هي قادة الفصائل الذين كانوا مناضلين في يوم ما
أبدا هي ليست كذلك.

إنها أمانة الله ثم نبي الله ثم اصحاب رسول الله وعلى رأسهم عمر ، ثم صلاح الدين والسلطان عبد الحميد الثاني الذي رفض أن يسلم فلسطين لهرتزل وقال أرواحنا تهون دون أن نفرط في ذرة من تراب فلسطين.

ونحن ابناء فلسطين من فصيلة الأبوات ، لا زلنا ننتظر إجتماعا ثلاثيا فلسطينيا اردنيا مصريا ، كي نبحث مستجدات القضية الفلسطينية ، وكأننا نعالج حالة إنقطاع الكهرباء او الماء او الغاز ، اوالطحين.

عِوَضا عن الإنتظار يامن فاوضتم على تسليم اكثر من 78% من ارض فلسطين للعدو الغاشم ، كان عليكم التجهيز لخطة وطنية تعمل على تمكين الشباب غير المنتسب لأجهزتكم الأمنية في ظل عدم رغبتكم في القيام بالتضحيات الواجبة ، بكل ما يمكن من ادوات تدريبية وتوجيهية يكون الهدف منها خلق خط أول للمجابهة الميدانية ، يقف مستأسدا أمام هؤلاء الإرهابيين ويذود عن حياض فلسطين ، وغير مرتبط بإجتماعات القاهرة ، ولا بزيارات الهباش في نيجيريا ، ولا بالجلسات الصوفية في أقبية مجلس اللآ أمن .

هي خطة لا تعالج البطالة في مشاريع مدفوعة الثمن من القوى الدولية ، وإنما تعمل على حل البطالة بين الشباب والشابات في ساحات العمل المقاوم والذي يحمل عنوان الدفاع عن المقدسات والأرض والزيتون والإنسان.

لا يمكن لنا أن نحصل على حقوقنا الوطنية ، من فوق البساط الأحمر والتنسيق الأمني وانتظار اسرائيل ان تدفع للمنتفعين عائدات الضرائب.

حقوقنا ليست وكالات تجارية يتم توزيعها على شكل محاصصات يتمتع بها الذين يدافعون عن فكرة البساط الأحمر ، وأنّ صفد كانت ولم تعد سوى ذكريات شأنها شأن أي علاقة عابرة في إحدى المطارات ، أو أحد المراقص ودور البِغاء.

حقوقنا هي دماء شهدائنا وتضحيات أسرانا ، ودموع الأرامل واليتامى ومن هدمت بيوتهم وقطعت أشجارهم .

حقوقنا لا يمكن تحصيلها بإذاعة تحية مرسلة من السيد شتية لمن يتصدون للإرهاب ، ولا بإستجدائه العالم أن يوفر الحماية الدولية للشعب الفلسطيني.

حقوقنا هي بوقفة رجولة ياأكابر القوم ، كما يفعل اليمين واليسار الإسرائيلي الذين يقفون موحدين في دعم مسيرة المستوطنين الذين ينشدون أناشيدهم بصوت عالٍ ملؤه الفرح والسرور ، ويحضون من خلال ذلك على قتلٍ جماعي للفلسطينيين تحت إسم الله.

نحن لن تحمينا واشنطن ولا غيرها ، من سيحمينا هو الله الذي لا اله غيره ، فنحن نحمل بين ايدينا أوراق الإنتصار والتحرير ، هي ليست بكل تأكيد أوراق وارسو ولا تعهدات بايدن ، ولا ثقة المقاطعة في رام الله بصدق خطواتها.

أوراقنا هي وجودنا المرتبط بوعد الله لنا بالنصر العظيم ، قال تعالى:
(..فإذا جاء وعد الآخرة لِيسوؤوا وجوهكم وليدخلوا المسجد كما دخلوه أوّل مرة ولِيُتبّروا ما عَلَوْا تتبيرا *عسى ربكم ان يرحَمكم وإن عدتم عدنا وجعلنا جهنّم للكافرين حصيرا)
الإسراء _8

فاستبشروا خيرا 
لاغالب إلا الله.