شر البلية ما يُضحك ، تُطالعنا منذ أيام وسائل الإعلام المختلفة ، عن مبادرة أمريكية تنص على التوسط لإنهاء الإنقسام بين حركتي فتح و حماس ، والعمل على إنشاء حكومة وحدة وطنية ، لكي تتمهد الطريق في رأي أمريكا ،من أجل عملية سلام تبني أسس الحوار والإتفاق بين الفلسطينيين و إسرائيل ، وبالتالي الوصول الى نتيجة ، وهي حفظ أمن اسرائيل، وماء وجه السلطة، من خلال جعل الاقتصاد الفلسطيني حيويا و فعالا في ظل الأزمات التي تعيشها سلطة أوسلو المتعددةالمحاور والتقاطعات الدولية و الداخلية.

أما الشق الثاني من النكتة ، هوماتقوم به اسرائيل من سعي محموم لدىالإدارة الأمريكية للضغط على البلدان العربية والأوروبية ، كي تقدم مساعدات مالية عاجلة ومعتبرةللسلطة الفلسطينية ، حتى تستطيع تجاوز العجز الرهيب في مواردها المالية ، والذي سيدفع الشعب الفلسطيني نحو الفصائل الفلسطينية المتطرفة ، مما سيسوق الى إسقاط النظام في رام الله ، الذي أنشأته إتفاقية أوسلو سيّئة الذكر.

أما الشق الثالث من النكتة ، أن سيادة الرئيس في مقاطعة رام الله ، يرفض أي حديث عن إنهاء الإنقسام وإعادة اللُّحمة الوطنية ، مالم تقم حماس بالموافقة على الإعتراف بكافة القرارات الدولية وكذلك اتفاقية أوسلو ، ومانتج عنها من اتفاقيات أمنية بين سلطة الأبوات في رام الله وأنظمة المخابرات الأمريكية والموساد الإسرائيلي حول التنسيق الأمني المرتبط بدايتون الجنرال الأمريكي ، وما أدراك بدايتون الذي وضع الخطط الأمنية لحماية اسرائيل اولا ثم السلطة ثانيا ، لأنها الموكلة بحفظ النظام وأمن حدود المستوطنات بخاصة واسرائيل بعامة ، من النشاط الفلسطيني المقاوم للإحتلال الإسرائيلي لأرض فلسطين من البحر الى النهر ، ومن راس الناقورة الى أم الرشراش .   

أمريكا تعلم كل العلم ، كما تعلم إسرائيل أنّه لا حل سياسي بدون موافقة الفصائل الفلسطينية التي لازالت تقاوم والتي على رأسها حماس والجهاد الإسلامي وحتى كتائب الأقصى الفتحاوية التي التزمت بالخط النضالي المقاوم للإحتلال وأدواته الناطقة باللغة العربية في المنطقة.

وبالتالي فإن منهج العبثية الذي طالما رددته كواليس الرئاسة الفلسطينية في رام الله ، إتجاه المقاومة في غزة ، وحاولت بشتى الطرق ضرب صدقية العمل الفلسطيني المقاوم ، قد سقطت أجنداته في واشنطن وتل ابيب ، وأصبحت مقولة الرئيس المصري السابق السادات بأن 99% من اوراق الحل في أمريكا، هي الحقيقة الواقعة ولكن بالمقلوب حيث تصبح المقولة الحقيقية الآن أن 99% من اوراق الحل هي بيد حركة حماس وأخواتها من فصائل المقاومة الفلسطينية الشجاعة والتي ثبتت جميعها وصمدت أمام آلة الحرب الصهيونية ، طوال سنوات . 

أمريكا واسرائيل اللتان تتوسطان اليوم هما اسباب دمار فلسطين ، وإسالة الدم الفلسطيني في الضفة وغزة والمهجر.

فآلة القتل هي أمريكية ، والأموال الداعمة لإسرائيل في بناء المستوطنات هي أمريكية بمباركة أموال الخليج العربي ، والفيتو الذي يمنع فلسطين من تحررها او حتى نيل حقوقها الإنسانية الطبيعية هو أمريكي ، ومن إعترف بالقدس بانها عاصمة اسرائيل الأبدية ، هي أمريكا ، ومن أرسل مخابراته وجنرالاته الى فلسطين لتجهيز قوات امن فلسطينية من أجل قمع أي تفكير نحو التحرر والمقاومة والإستقلال هي أمريكا ، ومن وضعت عملاء يحكموننا بسياسة الماسونية هي أمريكا.

ثم بالنسبة لإسرائيل التي تبكي على فقرنا وتحث العالم على مساعدتنا ، هي من تضرب الشعب الفلسطيني في غزة وتحاصره في عيشه الكريم ، وهي التي تداهم الضفة الغربية ليل نهار ، وتقتحم بيوت الآمنين فتعتقل الرجال والنساء والشيوخ والأطفال تحت نظر سلطة أوسلو من المناضلين القدماء و دون حق إلا ان يقولوا أننا أبناء فلسطين من أقصاها الى أقصاها ، وإسرائيل هي التي تصادر حيز المعيشة للفلسطينيين وتبني فيها المغتصبات لكي تُسكن فيها شذاذ الأرض وشواذها.

وهي التي تعتقل آلآف الأسرى من كل الأجناس وتعاملهم بصورة أدنى من معاملة البهائم.
وهي التي منعت كافة الموارد المالية للشعب الفلسطيني والآتية كضرائب مقتطعة من بضائع الفلسطينيين والتي هي من حقوق الفلسطينيين المالية .

والقيادة الفلسطينية لازالت تعيش عصر داحس والغبراء ، وعصر أبوجهل وهُبل ، ولا زالت تتمسك بأنانيتها التي تقوم على مقولة إما أنا أو فليكن الطوفان من بعدي ، ولازالت تعتقد بمنجزات أوسلو الصفرية العبثية ، وكأنها نظام عربي يحكم بأجهزة أمنية مغلوب على أمرها بلقمة العيش ،و التي لا بد أن تقلب السحر على الساحر ، وتعرف طريق العودة الى خط المسار الحقيقي للحصول على حقوقنا التاريخية في فلسطين من البحر الى النهر ، دون مبادرات أمريكية اسرائيلية ملغومة ، ودون مِنّة من اي دولة كانت أموالها سببا في إثراء المسؤولين وزوجاتهم وابنائهم ، على حساب فقراء فلسطين في المخيمات والمدن والمهاجر.

عندئذٍ سيعلم الظالمون اي منقلب سينقلبون 

فاستبشروا خيرا.
لاغالب إلا الله