ها هو فارس من فرسان المقاومة يترجّل عن فرسه كي يلتحق بكوكبة، على رأسهم حمزة عم رسول الله وأصحاب رسول الله ، وعلي بن أبي طالب .

وكذلك الشيخ عز الدين القسام والشيخ احمد ياسين وإخوانهم ممن قضوا في ساحات النضال والذين نحتسبهم عند الله الشهداء .

نعم إنه أبا أسامة " وصفي عزات قبها"، المهندس ووزير الأسرى السابق في الحكومة الرابعة عشرة في الحكومة التي شكلها إسماعيل هنية .

وصفي إبن قرية برطعة المشطورة نصفين منذ إتفاقية رودوس ، عاش ذاكرة المحنة الفلسطينية عندما بدأت سرقة فلسطين ، وكانت البداية في انقسام الوطن داخل قريته برطعة التي شُطرت قسمين كمحنة اولى فرّقت الأب عن ابنه والحفيد عن جده والإبنة عن والديْها ،في خط موازٍ لإنقسام فلسطين على يد الإحتلال عام 1948، ثم في المحنة الثانية عام 1967 , وصولا الى جدار الفصل العنصري الذي قسم البيت والشارع والحارة الى نصفين.

عاش وصفي في ظل هذه المحنة يحمل هم وطنه مقاوما بالممانعة والكلمة الصادقة التي لم يخشى في إطلاقها ظلم المحتل ، ولا ظلم ذوي القرابة في المقاومة ضد المحتل الغاصب.

لقد قضى عمره متنقلا في سجون الإحتلال لأكثر من أربعة عشر عاما ، ولم يمنعه ذلك من الإستمرار في خطه الوطني الرافض للإحتلال بشتى صوره ، ولا لخط المتعاونين مع الإحتلال ، وكل ذلك بالكلمة والموقف والمساعدة الإنسانية ، الأمر الذي جعله عرضة لمحاولات الترهيب في أكثر من ثمانية وثلاثون مرة في الضفة الغربية من قبل عملاء اسرائيل .

لقد تعرض للضرب وإحراق سيارته والقاء القنابل ، وصولا الى محاولة إغتياله من قِبل ملثمين كادت أن تودي بحياته.

لقد كان الأخ المناضل وصفي واجهةً للأسرى والمعتقلين ، حيث دافع عن حقوقهم وعمل على تحريرهم نفسيا وماديا من خلال التواصل معهم ومع أسرهم ، فكان عَلما داخل السجون وخارجها في الذود عنهم وبذل الغالي والرخيص في سبيل حريتهم.

لقد كان المهندس وصفي الذي تعلم في الجامعات الأمريكية والهولندية ، أسس التخطيط والإدارة ، مهندساً للمقاومة الوطنية الفلسطينية التي تبنت منهاج الله في العمل الدؤوب وفق المعايير الشرعية ضمن قاعدة الوسع والطاقة ، ووفق جهد صادق لا يساوم فيه على الثوابت الشرعية ، حتى وهو تحت إغراءات المنصب الذي تولاه كوزير للأسرى ، او وهو في زنازين الإعتقال عند العدو الغاشم.

 لقد غادرتنا أيها القائد الوطني الكبير وأخذت شيئا من قلوبنا ، وسبقتنا الى لقاء الله بما نحسبه فيك من صلاح وإيمان وعزيمة وإصرار.

فوداعا أبا أسامة ايها المجاهد القيادي ، وما هي الا لحظات في الأعمار نتبعك فيها بعون الله ، ونحن على خطاك ، وقد حملنا لك معنا بشرى التحرير وإستعادة الأرض المقدسة من نير الظالمين .

فاستبشر خيرا بلقاء الله ونستبشر فيك موفدا أصيلا الى عرش الرحمن وبحضرة النبي العدنان ، وانت تمسك بيده وبيد إخوانك الذين سبقوك ، وأنت تحمل راية العز وبياض الجبهة والوعد الصادق الذي يقول:
(إن موعدهم الصبح ، اليس الصبح بقريب).

لاغالب إلا الله.