أعرب الكاتب المصري فهمي هويدي عن أسفه لما أسماه بـ "تدهور الخطاب الإعلامى" في مصر، وأشار إلى أن ذلك يستوجب اعتذارا من العرب في المشرق والمغرب، وأن انهيار قيمه فيما تبثه أغلب المنابر الإعلامية لا يمثل المصريين ولكنه يعبر عن اسوأ ما فيهم.

وذكر هويدي في مقال له بصحيفة "الشروق" المصرية اليوم الثلاثاء (29/7)، أن أغلب مقدمي البرامج التلفزيونية الحوارية، الرجال منه والنساء، إلى نشطاء يوجهون الرأي العام ويعظون المشاهدين كل يوم بآرائهم في مختلف القضايا العامة. حتى صاروا هم مقدمو البرامج وهم الضيوف وهم السائلون وهم المجيبون وهم المذيعون وهم المعقبون.

وأضاف: "بسبب تواضع معارفهم ومحدودية قدراتهم، فإنهم اساءوا إلى المهنة بقدر ما اساءوا إلى مصر. إزاء ذلك لم يكن مفاجئا أن تتراجع نسبة مشاهدي البرامج الحوارية بشكل ملحوظ في داخل مصر ذاتها، حتى سمعت من أخبر الخبراء ان نسبة المشاهدين الآن هبطت إلى ثلث ما كانت عليه في السابق. الأمر الذي يعني ان ثلثي المشاهدين في مصر ملوا متابعة تلك البرامج وانصرفوا عنها".

وأشار إلى أن الأمر ليس مقصورا على التدهور في الأداء المهني، لان الأداء السياسي شهد مستويات عدة من التدهور، وقال: "انهم منذ تحولوا إلى نشطاء انخرطوا في الاستقطاب وتنافسوا في ركوب الموجة والدفاع عن سياسات النظام القائم. وتراوحت مرافعاتهم اليومية بين الهبوط في الأفكار والتغليط في المعلومات والبذاءة في التعبير. بحيث أصبح أداء الإعلام المصري بمثابة سلسلة من الفضائح التي أسهمت في تشويه صورة البلد في الخارج ولطخت سمعتها".

وأكد هويدي أن الإعلام المكتوب ليس أفضل كثيرا من المرئي أو المسموع، وأن جرأة بعض العاملين فيه ذهبت إلى حد إهدار أبسط قواعد المهنة وبديهياتها، كما قال.