في الوقت التي تُستنهض الهمم لمكافحة الجريمة والمجرمين ، عبر الإعتصامات والخطب الدينية والمحاضرات في المدارس ووسائل الإعلام المختلفة مسموعة كانت ام مقروءة ، نرى وزير التعليم الذي يقبع على راس أهم وزارة في تربية الأجيال وإعدادهم من أجل مستقبل واعد ، يحمل مسدسا يضعه وسط حافة بنطاله من الخلف ، وكانه داخل الى منطقة امنية معقدة ، تحفها مخاطر العدو من كل جهة من الجهات الأربع.

يوآف غالنت الجنرال الإسرائيلي ، هو شخص مهم جدا ، حمل الكثير من الاوسمة العسكرية ، بسبب ما قام به من حروب ضد الإنسانية ، فاستحق بجدارة ان يكون المثل الأعلى للجيل القادم ، الذي يجب تاهيله وفق الفكر العسكري الذي حمل اضرارا لا يستهان بها على الإنسانية جمعاء.

ضابط التعليم الأول في دولة الديموقراطية الاولى في الشرق الاوسط ، كان قائد العملية الدموية المعروفة " بالرصاص المصبوب" والتي ادت الى قتل المئات من المدنيين وجرح الآلاف ، وتدمير آلاف المنازل ، دون إحداث اي ضرر فيمن كانوا يحاربونه ، فكان الدرس الذي اُعْطِيَ له و دون أدنى شك ماذا يعني التعليم والدرس الرباني ، بان الظلم عاقبته وخيمة وان الله على نصر الابرياء لقدير.

يوآف غالنت الذي يعتلي صهوة التعليم في إسرائيل والذي يتعامل مع جهاز التعليم اجهزةً ومعلمين وطلاب ومدارس على انها جبهة من جبهات العدو المحتمل ، وساحة من ساحات مقاولات إسكان المهاجرين ، لا يمكن ان يكون صاحب رؤية تعليمية حضارية وإنسانية ، تحمل اسس التقدم والإزدهار ، في دولة تعيش وسط بحر من اصحاب الحقوق المغتصبة والضائعة .

هذا الكائن يحتفل اليوم بإنتصار هو في التعريف الإنساني والأخلاقي هزيمة اخلاقية بكل ما تحمل الكلمة من معنى ، عندما راى أنه حقق إنتصارا في قرار المحكمة العليا بالسماح له بحجب جائزة أسرائيل عن البروفيسور عوديد غولدرايخ ، صاحب المواقف السياسية الليبرالية و التي تتناقض مع سياسات غالنت العسكرية الدموية التصفوية .

في ظل واقع إسرائيل السياسي والإجتماعي المفكك ، هل يتحمل النظام في إسرائيل مزيدا من العنصرية العرقية وثقافة الأبرتهايد ، من خلال وجود شخصية تحمل هذا الفكر الإستعصائي التوتاليتاري على راس اهم مؤسسة تربوية وثقافية وتعليمية في شمس الديموقراطية الأممية المزيفة.

واقع الأمر ان ما يقوم به النظام السياسي في إسرائيل من خلال وضع من هم مثل غالانت ، هو في واقع الأمر تدمير لكل ماتربّت عليه الأجيال ولو كان ذلك بنسبة مئوية ضعيفة ، من ترسيخ مفاهيم الحرية والتعاضد والإئتلاف والنمو الفكري ، والذي تَحَوَّل بفضل غالانت الى ثقافة القومية والعنصرية والمدعومة بتغيير مناهج التعليم في المدنيات وغيرها نحو الصهينة والعرق السامي المتميز عن كل الاعراق الأخرى والطوائف المتعددة على تعدد ثقافاتها وقيمها ومبادئها الأخرى. 

إن بقي غالانت على ما هو عليه ، وبقي النظام يدعم توجهاته البائدة ، فإن التغيير ستصنعه بعد إرادة الله في قضائه وقدره ، في لاهاي حيث لازال هناك بقايا من مجتمع دولي يتغنى بالإنسانية الضائعة والحقوق المغتصبة ، والذي سيكون داعما لتحصيل الحقوق المسلوبة ، عبر العقاب الأممي لشخصية تلعب دور وزير التعليم الذي بلغت سياساته المتطرفة الى ابعد حدود الوقاحة في تهميش القيم الجميلة والموروث الحضاري لشعب حمل هوية فلسطين منذ اقدم عصور التاريخ وحتى قيام دولة إسرائيل ، التي كان قادتها يحملون الهوية الفلسطينية ، وحتى وقتنا الحاضر.

لاغالب إلا الله.