القدس ...
تناديني قدسي بصوتٍ مليح
إليّ بُنيّ قم فاستريح
أردتَ التباهي بسَعدٍ مضى
فَصِرت تراهُ بِحُلمٍ مُريخ
:
جعلت الليالي رِواقَ الصباح
فكان ينادي بصوتٍ كسيح
فرُمتَ النجوم تُريكَ الطريق 
فكنت القتيل دليلا طريح
:
بِطاحي هَوتكَ فكنت العَزوف 
وغيرُكَ كان هناك يُبيح
وعلجٌ ببابي أتمّ القوافي 
وصدرُكَ عجزٌ وكنت الجريح
:
جعلتَ البداية همسَ الليالي
فهامَ السهارى بذكرى تَشيحْ
ألستَ الحبيبَ جُعِلتُ فِداكَ 
بصوتِ الأذان ومهدِ المسيح
:
وصخر تسرَّى بمسرى الحبيبِ
رسول النبوةِ وجمعٌ يليح
ومعراج ربي اليه عيوني
وجبريل يُجري بصوتٍ يُطيح
:
أطلّ الصباحُ بحشرٍ يسير 
وفجرِ الأسيرِ ديكٌ يصيح
فطول الليالي سوادٌ بهيم
وظل السوادِ همٌّ يُسيح
:
وقيدُ الشجاعةِ رايةُ عِزٍّ
ونخوة أرضي بلاءٌ يفيح
ففينا الرجال أسود التلال 
وفينا النساء رجالُ الصحيح
:
بُنَيَّ إليَّ فصدري الحنون
أردت الحنان هَلُمَّ فسيح
أجِلْ ناظِرَيْكَ فَكُلِّي إليكَ
فدمعي بعينك مجرى يُريح
:
ظهري حماك طوال السنين
وبطني حواك فكنت المليح
لذاك حبيبي غدوت الرحيمَ
بسيفٍ يُطاعنُ ظُلماً فحيح
:
سأبقي القيامة فوق الجموعِ
وأجعلُ صمتي بقولٍ فصيح
وأُنبتُ عِزي بأمرِ العظيمِ
لهيبَ الأماني وماءً بِريح
:
لأني حبيبي تاجُ الملوكِ
فمهما تعالَوْ سأبقى الصبيح

                                                        خالد قبها ( ابو سليمان )