بقلم الإعلامي خلدون الشيخ علي

ثم بدأ النحت في قالب الاغنية...طرقة تلو طرقة ينحت بإبداع ينحت بإتقان ينحت بشفافية وفجأة تعلن الاغنية الفلسطينية كينونتها . 

هي التي لم تكن في البدء سوى أغنية غير مكتملة غائبة النهايات الإبداعية لكنها قابلة لأن تكون بين يديه ما يشاء ، فتُصبح مرنة أكثر، سهلة التشكيل في كل القوالب الموسيقية .
 جاس محمد عساف بأصابعه جسد الاغنية الفلسطينية ، وتلمّس كل ملامحها ، حتى حفظ حروفها عن ظهر قلب وأكمل تمائمه الخاصة في الارتقاء بمستوى اللحن والموضوع والهدف....وبصوته وثقافته الموسيقية أكمل النحت في صميم مقاماتها فجاس الحروف والأمكنة ،وارتحل مع الرمل وذراته الفضائية التي تبحر في مدانا البعيد واستطاع أن يشعل من ألحانها نغمات الراعي الذي يدخل الكهف وحبات المطر تتسلل إلى أعماق القطيع....

يميناً ... تنزلق الأذن البشرية نحو اليرغول تُكلّلها هالات الدهشة ويساراً لا مكان سوى العزف للقطيع الذي يتأرجح نغما وقطرات ماء. ومن الخلف والأمام تتسلل إلينا اغنية محمد عساف... يأتون وعلى خاصرتها ملايين الأسئلة .

مطرقة عساف حنونة هادئة ترمي إلى الارتقاء والصعود إلى العلياء.