
في ظل حالة التبعثر الذي تعيشه الأمة من مشرقها الى مغربها ، لا بد وان نستسقي الحل الذي يعيد لهذه الأمة ألقها ويبعث شعلتها من جديد.
وهنا لا شك بأنّ حال الأمة لا يمكن ان يصلُح إلا بما صَلُحَ به أوّلُه، وهو في العودة الى الجذور ، العودة الى (الإسلام).
فالإسلام دون ادنى شك قد شكل في البداية وفي الماضي القريب وحتى الآن مرجعية حضارية كانت جزءا لا يتجزّء من أُسُس بناء الدولة الإسلامية فيما عُرِفَ بالحضارة العربية الإسلامية او الحضارة الإسلامية ، والتي تشكلت من تمازج الروح العربية التي اكرمها الله بالنبي العربي والكتاب المقدس القرآن الكريم المكتوب بالعربية ، مع الحضارات الأخرى البيزنطية والفارسية بشكل رئيسي ثم بعد ذلك بأوروبا التي اكتسبت تألقها الحضاري العلمي والفكري من التمازج مع النهضة العربية الإسلامية في ظل الخلافة الأموية والعباسية ثم الأموية في الاندلس على حدود بلاد الغال (فرنسا) ثم الخلافة العثمانية التي أسقطها المقبور أتاتورك .
لقد شكل الإسلام قناعة ليس فقط لمن يتبنى تفاصيله ، وإنما أيضا للحركات القومية المتعددة ، التي نظرت الى الإسلام على انه روح لجسد، مهما حمل هذا الجسد من افكار تتعلق بالقومية وغيرها ، بل اننا نرى ان ميشيل عفلق مؤسس حزب البعث يقول:
(ارتباط العروبة بالإسلام ظل مئات السنين خلال التاريخ عبارة عن الحياة التي يحياها العرب ويتنفسونها كالهواء)، بل هو يرى اعمق من ذلك بان تجربة الإسلام وحياة الرسول صل الله عليه وسلم تشكل استعدادا دائما للنهضة العربية .
وبالرغم من ان عفلق مسيحي إلا انه يرى أن الإسلام هو المنبع الرئيسي لحزب البعث حيث يستقي منه فضائل الإيمان وأسس الحق والعدل ، فرسالة الإسلام هي في رؤياه اتحاد بين الإيمان والوعي والثورة.
لطالما شكل الإسلام أسس الإنتصار على اعداء الأمة بما يحمله من حضارة عظيمة استطاعت أن تنافس أعتى الحضارات التي سبقتها آلاف السنين بل وتفرض نفسها بدون منازع على الساحة العالمية ولردح طويل من الزمن ، كيف لا يكون ذلك وقد اصبح الإسلام مركز إلهام للقادة والمفكرين والفلاسفة والعلماء ، حتى كان هوية يفتخر بها الكثيرون من غير المسلمين وثقافة ، بل ايضا ودين يعتنقه الكثير ممن وقف على حقيقة الإسلام الذي حمل نهج التسامح والتآخي والتعاضد والإيثار.
نعم نحن بحاجة لإستدعاء الإسلام نهجا في العقيدة والتعامل والسياسة وفي كل مناحي الحياة.
نعم نحن في ظل ازماتنا السياسية والإجتماعية والإقتصادية لا بد وأن نهب هبة رجل واحد تكون الخلافة هي شكله والخليفة هو راسه وعنوان عزته وسؤدده.
الخلافة التي أنهاها المتصهين اتاتورك وحارب كل ما تحمله من إرث رسول الله صل الله عليه وسلم منذ أقل من مئة عام لا بد من إعادة قراءة ادبياتها ومنهجياتها وما قامت عليه من توحيد للأمة على إختلاف منابعها وأصولها و على مدار الف واربعمائة عام ، بموضوعية وفكر مفتوح وعقل متنور ومحايد عن كل تأثير خارجي .
امة على راسها خليفة تأتمر بامره فتَهُب إذا هبّ ، وتحارب إذا حارب ،وتُسالم إذا سالم ليست بحاجة الى أن تعيش إختبار التجربة ، فتاريخ الخلافة منذ عهد الراشدين الى آخر عهد الخليفة عبد الحميد الثاني كفيلٌ بان يرسم خطوط البهجة والغبطة والطمانينة بان الغد في ظل آحياء الإسلام وتحكيمه في حياة الأمة عبر خلافة على منهاج النبوة ، كفيل بتخليص الأمة مما اصابها من إنكسارات على الصعيد المجتمعي الداخلي في كل مناحي الحياة ، وكذلك على الصعيد الخارجي وإعادة فرض الهيبة الإسلامية على كل القارات بإختلاف الوانها وثقافاتها .
فنحن إذا بوجود هذه القناعة على موعد مع الهوية والحق والعدل والثقافة والدين ، وما هي إلاثوانٍ في زمن الله تعالى ثم ينهض الجسد من سباته وتتحرك أعضاؤه ويكون الراس فبه هو سيد الموقف ....
فاستبشرو خيرا
لاغالب إلا الله.
26/02/2021 14:35 537