
واقع هؤلاء الذين يعتقدون انهم يمثلون الشارع العربي وينوبون عنه في إنتخابات الكنيست من كل الإتجاهات سواء الإسلامية ام معا أم الشيوعيين والتقدميين والمرابطين عند المثليين ، والمتحالفين مع اليسار واليمين على حد سواء، كل هؤلاء وغيرهم ، قد إنطبقت عليهم الحكمة العربية القائلة:
(كل يوم ترذلون).
فقد حملوا جميعا خطابا جعل الشُّقة واسعة بين الخطاب والممارسة .
فمنسوب الثقة في قدرتهم على الفعل السياسي والإجتماعي هو صفر في أحسن أحوالهم ، ذلك أنهم اثبتوا انهم لم يتعدوا ان يكونوا طفيليات من الجراثيم ، عاشت وترعرعت حتى يكونوا ديناصورات .
هم لم يكونوا يوما أفضل من ذلك ، فمن خان عهده مع الله تحت لواء الإسلام وبحجة مطاوعة الواقع ، وأقسم يمين الولاء لدولة التمييز العنصري ، بل وأخذ يدافع عنهم ويعقد الإتفاقيات معهم ، وهم جميعا على إختلاف مناهجهم سواء ، في واقع الامر لا يستحقون حتى النظر في وجوههم التي سوّدها الله وأدنى شأنهم.
هؤلاء الذين يعتبرون أنهم النخب في مجتمعنا العربي ، أصبحوا مدعاة للسخرية ، والتَّفَكُّه والاستهزاء بكل ما يطرحونه من طروحات لم تجاوز حقوق جيوبهم و كراسيهم التي صنعوها بالكذب و التملق والخيانة.
إن من مهمة الأحزاب والنقابات والتنظيمات ، أن تعمل على تربية و تأطير المجتمع من أجل تهيأة الكفاءات الضرورية التي تستطيع حمل مشروع الأمة وتعمل على تنفيذه .
فما فعلت الأحزاب العربية وتنظيماتها المختلفة في ساحتنا العربية وبين أجيالنا؟
أنا أقول لكم، جعلوا الشرفاء والأحرار في مرمى السهام ، وأخذت تعمل على إستقطاب الجهلة والسّحيجة والمهرولون والمنتفعون وأصحاب المصالح الدنيوية ، أي أنها أخذت تحتطب من من كل من هبّ و دَبٌ، بدون تأطير او تربية عقائدية ووطنية ، جمعتهم على أنشودة موطني وعلم وضعته إتفاقية سايكس بيكو، و لونته سان ريمو وجَيَّشَهُ مؤتمر القاهرة.
القائمة المشتركة والمنشقين عنها واصحاب التجمعات الجديدة ، ليسوا إلا جماعات قائمة على التخبط السياسي والعشوائية والفساد ، وكل ذلك مفضوح في التناقض بين الخطاب والممارسة .
هم لا يحملون فكرا إستراتيجيا يراهن عليه المجتمع ، بل يحملون بُنية خادعة و مضللة و كاذبة ، يبيعون الوهم ويُسَوّقون الأكاذيب للعموم من الناس ، وهذه لا تنتج إلا الفساد .
قال تعالى:(يا أيها الذين آمنوا لم تقولون مالا تفعلون .كبر مقتاً عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون).
لذلك فمجتمعنا يعيش في هشاشة أصبح بهشاشة العظام الذي سرعان ما ينكسر عظمه عند اول صرارة تحت رجليه يدوسها فيقع على الأرض فينكسر.
هذه الهشاشة كانت نتاج أزمة في الفكر الإستراتيجي ، وغياب معاني المشروع الوطني وبالتالي عدم القدرة الى الإرتقاء نحو طموح شعبنا العربي في الداخل ، خصوصا عندما يكون سقف الفكر عند رجالات الأحزاب هو تعميم فكرة أنه الأفضل لكل المراحل وأنه لا بديل لما هو موجود.
هؤلاء حتى أنهم بعيدون عن ملامسة قضايانا الجوهرية في البناء والتعليم وحقوق العمال ، وحتى هدم البيوت على ساكنيها ، والاسرة ومشاكلها الإقتصادية واثر ذلك على ديمومتها الحياتية.
هم لا يملكون تصورا للحلول حول المشاكل الإجتماعية والإقتصادية والعمرانية والتعليمية ، فكيف بحلول سياسية لحقوقنا الوطنية .
يعيشون داخل مربع من الخطوط فأغلقوا من خلالها على أنفسهم أسباب التطور المعرفي والنضالي ، وبقوا خارج السطر وخارج السياق ، فلا يصيبون هدفا ولا يحققون غاية.
هم يحملون ثقافة المتعلم الجاهل بالرغم من شهاداتهم ورموزهم العلمية والثقافية ، فلا يستطيعون أن يحققوا أي إنسجام مع مجتمعهم ومكونات هذا المجتمع ، هم فقط منسجمون مع شهواتهم و أهوائهم وحب السيطرة و التَنَفُّذ وأخذ الصور في مجالس العزاء ، او مجالس المصائب .
هم يراهنون على بقاء مجتمعنا العربي بليدا جاهلا لا يهمه إلا بضعة دراهم من أجل تذكرة سفر وعلبة كولا و كيلوا من اللحم المشوي و فيزا لا تنتهي مدتها.
بالرغم من ان مجتمعنا يعيش في غيبوبة تشبه غيبوبة الموت ، في ظل غياب قيم مهمة مثل الشجاعة و الفروسية والمروءة و إنعدام الضمير والعواطف ، إلا أننا نُسُورٌ في أعماقنا مستعدون للتضحية والفداء ، بل و معاندة هؤلاء بصدور عارية
تستطيع بحسن التوكل على الله أن تغير من هذا الواقع الأليم بما اودعه الله في كتابنا وسنة نبينا بأننا قاب قوسين او أدنى من النصر العظيم.
فاستبشروا خيرا
لا غالب إلا الله.
05/02/2021 08:41 593