
لقد ترجل الفارس عن حصانه ، الفلاح والمناضل السياسي ابن دير الغصون شمالي مدينة طولكرم، الذي تشرب حب الارض وارتبط بها كما يرتبط الرضيع بأمه.
عبد الستار قاسم درس العلوم السياسية في الجامعة الأمريكية في القاهرة ، ثم الماجستير والدكتوراة من الولايات المتحدة الأمريكية.
نشر عشرات الابحاث حيث صنف عالميا بانه من أفضل مائة كاتب في العالم ، ومارس التدريس في عدة جامعات داخل الضفة الغربية وعلى رأسها بيرزيت والنجاح.
كان رحمه الله من أبرز المعارضين لإتفاقيات أوسلو وللنهج السياسي التفاوضي الذي إتبعته السلطة الفلسطينية، وكان يؤمن ان الحقوق لا يمكن إستردادها بالتفاوض الإستسلامي ، وبالرغم أنه تعلم علم السياسة ، إلا انه لم يتخلى عن دعم المقاومة وشرعيتها من اجل إسترداد الحقوق المغتصبة.
تعرض نتيجة أفكاره للضرب وإطلاق الرصاص والتهديد وحرق مركبته ، وإعتقاله ، إلا أن ذلك لم يثنيه عن خطه الوطني الذي آمن به بل ولم يفاوض على ثوابته رغم الإغراءات الكثيرة.
لقد رفع رحمه الله شعار الوحدة الوطنية للتحرر من الإحتلال بعيدا عن اوسلو وتفاصيلها المخزية ، فكان بذلك صوتاً فلسطينيا يعبر عما يجول في كل نفسٍ فلسطينية وعربية ، ومدافعا عن وطنه الذي يعتبره جزء من الوطن العربي الأوسع مستخدما بذلك سلاح العلم والمعرفة ، ومسخِّراً إياه في سبيل رفعة وطنه الغالي فلسطين التاريخية .
كان يدافع عن الإسلام ويقف بجراة ضد الفتاوي التي تصدر من هنا وهناك والتي تسمي جماعات بانها إرهابية فقط لانها لا تتفق مع حاكم هنا او عميل هناك .
وكان يقول رحمه الله إن مثل هذه الفتاوي تحمل ابعادا سياسية ، نصَّب من اصدرها نفسه متحدثا عن رب العباد وعن الرسول صل الله عليه وسلم.
نعم لقد مات عبد الستار قاسم ، ولكنه ترك إرثا فكريا يحتاج الى الكثير لفهمه وتحليله على ارض الواقع .
رحم الله هذه القامة الوطنية ، وأدخله فسيح جنانه
02/02/2021 11:23 769