
ما أن قرأت هذا العنوان حتى تملكني الضحك بشكل عجيب ، فالحديث هنا عن خطة تم تقديمها من مؤسسات أمنية إسرائيلية للحكومة من اجل إقرارها ، وهي تقوم على بند واحد وما تبقى هو تفاصيل .
محور الخطة هو التوصية بضرورة إقامة ثمانية مراكز للشرطة الإسرائيلية في العديد من البلدات العربية وتوسيع مراكز أخرى ، وهذا بالطبع لمسنا بوادره في إقامة مركز للشرطة الجماهيرية في قرية برطعة في المثلث .
ولعل مما يثير الضحك هو أن الكثير من جرائم القتل وقعت في بلدات أقيمت فيها مراكز شرطة ، بل وبجانب هذه المراكز أيضا والتي في تلك اللحظة لم يكن فيها من العناصر ما يؤهلهم لملاحقة القتلة ، هذا بالطبع إن إفترضنا حسن النية في رجال الشرطة ،وأنهم عازمون على الملاحقة ، ومن الواقع هذا بعيد عن أخلاقهم المهنية بدليل إستمرار القتل دون تفعيل حقيقي للفعاليات الأمنية.
ثم في عز القتل المستشري ، يأتينا ما يسمى بمبادرة إبراهيم وهي جمعية عربية يهودية ، تأسست تحت عنوان السلام وتطبيع عرب الداخل ، بمبادرة صهيونية تطالب الحكومة بإشراك الشاباك في العمليات الأمنية من أجل ضرب المجرمين والقبض على القتلة.
وهذه ايضا نكتة أخرى ، فمن المعلوم للجميع وحتى للطفل في مرحلة البستان ، أن أجهزة الأمن الإسرائيلية مرتبطة مع بعضها البعض إرتباطا عضويا ، وخصوصا في المجتمع العربي فمن يحرك مراكز الشرطة ويرسم الخطط لها ويدعمها لوجستيّاً هم الشاباك ، وبالتالي هذه الدعوة إنما يراد منها إعطاء الغطاء القانوني لتواجد الشاباك في قرانا العربية ، ومنحه الفرصة العلنية الكاملة بأن يتصرف وكأنه جسم مقبول بين العرب ،وبهذه الصفة يصبح التجنيد العلني في صفوفه أمرا طبيعيا ، فكما هناك يوجد متطوعين للشرطة ، يصبح من الطبيعي وجود متطوعين في الشاباك ، وهذا لا يعني عدم وجود عملاء لهم الآن في القرى ، وإنما الظهور علنا للبعض مع بقاء السرية للعملاء الآخرين ، بسبب ربما موقعهم الإجتماعي ومراتبهم الوظيفية.
ما يحدث الآن هو خطة لتثبيت الجريمة من أجل ضرب وحدة المجتمع العربي الفلسطيني الذي حافظ عليها منذ إحتلال بريطانيا عام 1917 ، ثم نشوء الدولة اليهودية عام 1947, وحتى وقتنا الحالي.
الحالة التي وصلنا اليها ، هي بتخطيط إستراتيجي سياسي أمني ، الهدف منه بعثرة الشعب وضرب ديمومته ، وإشعال الثارات بين قبائله ، وبث الرعب والخوف بين الناس حتة وهم في بيوتهم.
الحل هو ما يبدأ من البيت :
أولا/ حل لجنة المتابعة العربية ، والعمل على تشكيل أخرى عبر إنتخابات قطرية وليس في مكاتب لجنة المتابعة التي قامت على أجندات ومصالح حزبية خالصة.
ثانيا/ عدم الترشح لإنتخابات الكنيست ، فشعار تحصيل الحقوق يكون من حضن الشعب وليس من حضن الولاء وبيع المصالح في الكنيست ، ولا من حضن الشاذين جنسيا.
ثالثا/ إعادة توصيف الحالة الحقيقية ، وليس توصيفا لأجندات سياسية ، ثم إطلاق مشروع يجمع إبن الشمال مع إبن الساحل مع ابن الوسط مع ابن الجنوب، على قاعدة المساواة والكفاءة والشجاعة والنخوة والمروءة.
كل هذا لا يتم إلا بوجود النوايا الصادقة ، التي تحمل في طياتها الأمل والبشرى والعزيمة ..
استبشروا خيرا
لا غالب إلا الله.
28/01/2021 21:25 662