ربما أن الميثيولوجيا الإغريقية القديمة أسهمت في إدراج أحرف الفن الأولى عبر سيمفونية عبر عنها فرسان أعطوا عمقاً اكبر لتكريس هذه الميثيولوجيا التي اعتمدت على نوتة سماعية تتلهف النفس الإنسانية لارتشاف لحظات أكثر شاعرية ...وهي ليست بعيدة عن رواية قدموس الكنعاني الذي هام على وجهه في سهول أوروبا واصقاعها ليعلم الغرب أبجدية الحرف والفن ....


ولا أبالغ أن قلت إن الاسطوره الفلسطينية اتاحت فرصة تاريخية لعمالقة كمحمد عساف للولوج في كيمياء النوتة الموسيقية معرجا على الكلمة الدلالية الملتهبة في وجدان الكائن الفلسطيني.....

لهذا جاء عساف بنهج فلسطيني أخاذ قائم على فلسفة الأسطورة التي تمزج التاريخ بالجغرافيا رغم وجود عدد ليس بالقليل القيام بمحاولات يائسة من أجل بناء ابراج هلامية ضبابية أمامه.....

 فلسطين إنتِ الروح....عمل فلسطيني كلمة وصوت ولحن وتوزيع وإخراج تمت برعاية وزارة الثقافة الفلسطينية من كلمات المبدع سامي عفانة وألحان الموسيقار محمد المدلل ....والتوزيع والهندسة الصوتية للمتالق محمود عمار ومن إخراج العملاق أحمد الوحيدي واخيرا تمت بإشراف عام الفنان أنس النجار.

عساف لم يتحول عن روح الاغنية الشعبية الفلسطينية لكنه أضاف لها نكهة مميزة مجازفا في تطويرها وكان له ما أراد من خلق نموذج غنائي فلسطيني بامتياز مرتكزا على نصوص التراث والسهل والجبل والوادي والسنابل وطهور الأطفال ورائحة الطابون والبخور بين الأزقة.....واسمحوا لي أن أطلق على محمد عساف لقب الامبراطور.... امبراطور الاغنية الفلسطينية.