
ها نحن نودع عاما ونستقبل آخر ، ولا أمن ولا إستقرار بمجتمعاتنا العربية .
ففي كل يوم قتيل وجريح ومشرد ، حتى وصلنا الى ما يزيد عن ماية وخمسة قتلى ، كثير منهم لا يعرفون لماذا قتلوا ، بل أكاد أجزم بأن القاتل لا يعرف لماذا قتل .
محطاتكم الامنية الشكلية تحت عنوان (الشرطة الجماهيرية)، والتي تحمل هدفا معلنا هو محاربة الفساد ، لم تكن تشكل الا الفساد بعينه ، كيف لا وقد أرخت حبل الجريمة في مجتمعاتنا و بلداتنا العربية ، بتقاعسها عن الضرب بيد من حديد على يد هؤلاء الذين أصبحنا نؤمن بأنهم صنيعة امنية تنفذ مخططات إستراتيجية هدفها ضرب الأمن الإجتماعي الذي تعيشه و عاشته هذه المجتمعات عبر عصور خلت.
ما يحدث اليوم في مدننا و قرانا ليس إلا تدمير ممنهج وتخريب متفق عليه ، حتى لا تقوم لنا قائمة ، وهذا سيثبت فشله ولو بعد حين عندما تجدون انفسكم قد فقدتم السيطرة حتى على مجتمعاتكم التي صنعتموها على اطلالنا ومصائبنا وتاريخنا العريق.
ليس المطلوب حسب فهمي المتواضع من الأجهزة الأمنية إلا حفظ الأمن والنظام في كافة المجتمعات التي تحت سيطرتها ، فإذا كانت قد سيطرت على مجتمعات وفق وعود دولية وحروب إقليمية ، فما عليها إلا ان تراعي شرعة الأمم التي وضعتها قيّمة على فلسطين بأن تحفظ حقوق الأقليات والطوائف التي تعيش تحت حمايتها وضمن حدودها ، وهذا امر اشارت اليه كل المواثيق الدولية والمعاهدات الموقعة بهذا الشأن.
وجود الشرطة الجماهيرية اليوم هو واجهة لعمليات امنية اخرى لا علاقة لها بمفهوم الامن المجتمعي ، بل هو إصرار على خلق طبقة من الجواسيس والمتعاونين تحت مسمى امن إسرائيل ، وهو امن لا يمكن تحقيقه بغض البصر عن حالات القتل الممنهج ، وحالة إنتشار السلاح بين ايدي ثلة من المغرر بهم ، وإستخدامه من اجل تصفية حسابات داخلية وثارات عشائرية وأجندات مشبوهة .
يجب وأقول يجب على كافة أجهزة الأمن بكل مكوناتها الشُّرَطية والمخابراتية في الموساد والشين بيت ، ان تعمل بشكل حثيث على حفظ الأمن الإجتماعي وعدم السماح بفوضى السلاح المأجور والقتل المستمر دون خوف من وجود من يردعهم.
ما يحدث اليوم انتم (الأجهزة الأمنية)، متهمون به لدرجة الإعتقاد انكم انتم من سمحتم بهذا التسيب ، وهذا بالطبع هو خرق واضح لكل المواثيق الشرعية والتشريعية والقانونية والأخلاقية وكل ما جاءت به الكتب السماوية.
لا يجوز ان تكون روح تقتل عندكم اقدس من أرواحنا جميعا ، فكل نفس مهما كانت ديانتها يحرم قتلها إلا بحق الله الذي اوضحه القرآن والسنة وحتى الكتب الدينية الأخرى.
آن الأوان لإيقاف التدمير المبرمج لمكونات مجتمعنا العربي عبر القتل والتخويف والإرهاب وعصابات الخاوة ، والتي صنعها إنعدام الأمن من الذين يحملون شارة الأمن بتقاعسهم وعملهم القائم على المزاجية الأمنية وهي ليست بعيدة عن التنسيق مع المستوى السياسي.
اسرائيل لا ينقصها الادوات لكشف الجريمة إن أرادت في خلال ساعات معدودة .
فالتي تستطيع من خلال أقمارها وإستخباراتها ان تبطل عمليات تُحضّر ضدها في بلدان بعيدة ، كم حدث في السودان وسوريا ولبنان وتونس وغيرها الكثير ليس ببعيد زمنيا عنا ، قادرة على القبض على المجرمين وإنهاء حالة الفوضى هذه.
ما أقوله تذكير علّ الذكرى تنفع أصحاب العقول ، وإلا فلات حين مندم ،فالدول التي هدمت نفسها بنفسها من روما الى الإتحاد السوفياتي الى يوغسلافيا الى جنوب افريقيا الى رواندا وحتى الهند الكبرى قريب ذكراها ، وليست هذه الدولة بأعظم من تلك الدول .
وما اقوله للمؤسسات الأمنية اقوله للمجالس والبلديات ، إياكم أن تكونوا أدوات للفشل ، والتربح من ذلك ، فالمقاصد الشريفة لا تتحقق من مساندة الباطل واهله ، فما أسكر كثيره فقليله حرام ،فلا تكونوا لعنة امتكم ، فسيكون هناك حساب وحسرة وندامة ، ولن ينفع الندم فكونوا من الأوابين التائبين .
فاستبشروا خيرا
لاغالب إلا الله.
28/12/2020 06:55 602