
الموت هو حتمية لا مفر منها ، قد يرعب البعض أحيانا ، وقد يفرح به آخرون ، وفي كل الحالات يجب النظر اليه على أنه مشروع حياة .
قد يستغرب البعض ، كيف يكون مشروع حياة ، اليس الموت يحمل بين جوانبه توقف نبضات القلب وخروج الروح الى القبر و عتمته .
في حقيقة الأمر ، إن الموت هو من اكبر المشاريع الاقتصادية إذا أردنا أن نتكلم بمفهوم الربح والخسارة ، ذلك ان مشروع الموت هو أفضل وسيلة لتحسين مستقبل أحدنا ، ومستقبل من يأتي بعدنا من ذرية الى يوم الدين.
صاحب هذه الحقيقة هو الله ، معنى ذلك أننا في تبنينا لهذا المشروع فإننا نتعامل بصورة مباشرة مع الله خالق الكون ومدبره ، وبالتالي فمخاطر المشروع إن أحسنا إستخدام أدواته ستكون صفرا دون أدنى شك.
ولكي نصل الى نتيجة النجاح يجب أن نحدد أين هو المستقبل الذي دائما نسعى من أجله ونبذل له الغالي والرخيص من أجل تحسين شروط حياتنا وحياة أولادنا من بعدنا.
علينا ان نعرف أننا كموحدين لله ما خلقنا الله الا لعبادته التي إذا أحسنا فيها قدر ما نستطيع فإن من أهم نتائجها هو دخول الجنة التي أعدها الله للعابدين .
ومن هنا فمستقبلنا هو هناك عند الله حيث الحياة الأبدية في جنة عرضها السموات والأرض ، والتي فيها ما لاعين رأت ولا أذنٌ سمعت ولا خطر على قلب بشر.
ومن هنا فالموت مشروع لمستقبل أبدي خالد لن نخشى عليه من الخسارة إن إستطعنا إستخدامه بالشكل الأمثل الذي يوصلنا الى مستقبل حافل بالأرباح والمنافع ، وهي هنا فوق التخيل حيث لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر.
وللوصول الى الوضع الأمثل لا بد من إستحضار الموت بمحطته الأولى التي ستنقلنا الى جنة او نار ، عند القيام بكل تعامل أثناء سفرنا وعبر العديد من المحطات الى أن نصل الى المحطة التي ينتهي فيها السفر بكل ما قمنا به من أعمال لتحقيق النجاح وبأقل الخسائر من أجل الولوج عبر بوابة الصدق والحقيقة الموت وهو أعظم مشروع مستقبلي سيقودنا الى الفلاح أثناء حركة التنقل بين المحطة الدنيوية العابرة مرورا بالبرزخ حيث المراجعة الإقتصادية الأولية للأرباح والخسائر ، ومستقر الخلود الأبدي حيث الله الواحد الأحد .
اول الارباح عندما نفلح في تعريف الإله والدين والرجل الذي بعثه الله فينا ، ثم بعونه تعالى النجاح هنا يعني عبورا آمنا نحو الله ورحمته التي لا يعادلها رحمة.
بطاقة العبور الآمن ، ظاهرها سهل ولكنها ستكون من أصعب البطاقات التي يمكن الحصول عليها إن لم نعمل وفق تعاليم الله ونبيه صل الله عليه وسلم .
فليكن إعدادنا جميعا بجهد مميز لهذا المشروع الناجح ، بإستحضاره دائما بين أعيننا و تفكيرنا و محطاتنا و سعادتنا و أحزاننا و تحركاتنا و تعاملاتنا ثم بعد ذلك ....
إستبشروا خيرا.
23/12/2020 22:58 564