تصادف اليوم الثاني من نوفمبر ، الذكرى ال103 لوعد بلفور المشؤوم ، هذا الوعد الذي شكل ما عرف بالوطن القومي للشعب اليهودي في فلسطين.
هذا الوعد ممن لا يملك لمن لا يستحق ، جاء فيه:
(إن حكومة جلالة الملك لتنظر بعين العطف الى أماني الشعب اليهودي في إقامة وطن قومي لليهود في فلسطين ، على أن لا يؤثر ذلك على حقوق الطوائف الاخرى الإقتصادية والدينية ، ولا على حقوق اليهود في العالم).
عملية نصب سياسي قامت بها بريطانيا ، وفق مخطط عملت عليه من أجل تأمين مصالحها في الشرق الأوسط والشرق الأقصى والشرق الأدنى، وذلك منذ أكثر قرنين من الزمان ، وخصوصا عندما بدأت الدولة العثمانية تتهاوى الى الحضيض وأخذت بريطانيا وفرنسا وروسيا والنمسا والمانيا ، تنظر الى هذه الدولة المتآكلة و تدعوها بالرجل المريض ، وتشير اليها بالمسألة الشرقية.
جاء هذا الوعد واليهود في فلسطين لا يشكلون اكثر من 5% من سكانها أي حوالي 50 الفا من عدد السكان الأصليين ، وهم بطبيعة الحال من العرب .
هذه الورقة التي أصبحت جزءا من صك الإنتداب الذي تم منحه لبريطانيا ، شكلت أكبر مستند سياسي داعم للهجرة اليهودية الى فلسطين ، بل من أهم الوسائل التي إستند عليها الإستعمار البريطاني في دعم الوجود اليهودي في فلسطين ، وشكلت أساسا مهما في عملية دعم بيع الأراضي لليهود ، وتوظيفهم وتجنيدهم وتطوير قدراتهم الإدارية والوظيفية والتعبوية.
كما شكل هذا الوعد بندا مهما في كل الكتب البيض التي أصدرتها بريطانيا من عام 1922، 1930،1939 من اجل إيجاد حل للقضية الفلسطينية.
ولقد إشتعلت الثورات والإحتجاجات في فلسطين من عام 1917 الى ثورة البراق 1929، الى حركة القسام عام 1935، ثم إشتعال الثورة الفلسطينية الكبرى من عام 1936- 1939
على هذا الوعد ، ومن اجل المطالبة بالحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني والتي كان من أهمها:
#وقف الهجرة اليهودية الى فلسطين
#منع بيع الأراضي لليهود
#تشكيل حكومة وطنية مسؤولة أمام مجلس نيابي.
وقد جاء مشروع لجنة بيل التي قدمت تقريرها حول الأحداث الواقعة في فلسطين ، متناغما مع وعد بلفور ، وإن جاء يحمل التوصيات بإقامة دولة عربية الى جانب دولة يهودية ، والذي تم تفسيره فيما بعد ، بأن هذه الدولة العربية قد قامت بالفعل شرق نهر الأردن وهي (الأردن) ، متجاهلين الحقوق السياسية للشعب الفلسطيني ، الذي كان في ذلك الوقت يشكل الغالبية العظمى من عدد السكان في فلسطين.
كانت نتيجة هذه السياسة البريطانية الصهيونية ، ان قامت دولة لليهود على ارض فلسطين بموجب قرار التقسيم في 29 تشرين ثاني عام 1947، على ما يساوي 53% من ارض فلسطين التاريخية ، ثم إستولت عام 1967 ، على ماتبقى من ارض فلسطين .
لقد شكل في حقيقة الأمر وعد بلفور الأساس الذي مهد من أجل تصفية القضية الفلسطينية، حتى وصلنا اليوم الى مخطط التصفية النهائي وهو صفقة القرن الإبراهيمية الترامبية، والذي تبعه بطبيعة الحال الإتفاقات الخيانية للدول العربية ، تحت عنوان إتفاقيات التطبيع ، وسلخ القضية الفلسطينية ، من عقول العرب شعوبا وحكاما.
لا بد من توعية الأمة وأجيالها المتعاقبة عن خطورة ما يجري من مؤمرات على الساحة الفلسطينية ، والتأكيد على أن فلسطين ترتبط بالمسلمين إرتباط عقيدة ، ذلك انه لا يجوز التفاوض على شبر منها او التنازل او التبادل او التأجير او اللعب سياسيا فيما يسمى بخطوات المرحلة حتى الوصول الى الهدف.
عاشت فلسطين حرة ابية إسلامية عربية ، وعاش شعب فلسطين المرابط المنافح والمدافع عن أرضه ومقدساته.
فاستبشروا خيرا
لاغالب إلا الله.
02/11/2020 11:52 635