ما أتعس هذه العبارة ، التي تم تمرير كل خيانات الأمة من تحت عباءتها ، ومن على مراى من عدسات المصورين ، وبأربعة أعين ينتهك السلام ويسقط العدل ،وتأخذ الخيانة موضعها بشموليتها التي لا تبقي مناضلا ولا أحدا من الأبوات التاريخيين ، ولا رمزا او ملكا او اميرا او صاحب سيادة أو معالي او فضيلة او سمو او عطوفةٍ .... الى آخر هذه المسميات التي ما انزل الله بها من سلطان ، إلا وضعته تلك العبارة السحرية تحت عباءتها.


هذا السلام الموهوم الذي تبناه ابن الحرام وابن الأقصى وابن الأزهر وابن بوذا وابن الغاز وابن النفط وابن الفراش وابن الممانعة وابن المقاومة وابن البيت وابن رعاة الإبل والبقر والغنم وابن الصياد وابن المتعة وذاك المُترع بجماجم ابناء فلسطين في كل مخيم وحارة .

أقول هذا الإستسلام ما راينا شموليته حتى في عهد إنحطاط وسقوط الدولة الخلافة الإسلامية على يد التتار ، فقد كان هناك من يقاوم من امراء كقطز وبيبرس والسلطان علاء الدين السلجوقي وارطغرل وعثمان والفدائيين في الشام وفلسطين .

هذا السلام (الإستسلام)، كان عادلا في إستجلاب الخزي والعار لنفسه ،كاشفا سوأته مستبيحا عذريته ، كيف لا وهو يعلن عن شمولية الخيانة التي أخذت تطرق كل ابواب السعادة على رائحة النفط المحترق بأجساد أطفال ونساء وشيوخ ورجال وشهداء وجرحى واسرى فلسطين.

سلام عادل وشامل نعم ، ولكنه لليهود الذين يتحقق وعد الله فيهم بقوله تعالى:(ثم رددنا لكم الكَرّة عليهم وأمددناكم بأموال وبنين وجعلناكم أكثر نفيرا).

وأي نفير أعظم من إنفراط مسبحة الخيانة ممن يتولون مقدرات الأمة ، حيث أصبحوا جاها للصهاينة ومددا لهم بالرجال والنفط والغاز والبلاد ، يدافعون عن علاقتهم بهم ويتغنون بصحبتهم ويتسابقون على نيل رضاهم ، ويجتهدون في تأويل كتاب الله وسيرة النبي محمد ، بما يرضي ذلك القابع على رأس الماسونية في الأستانة ، وقادة جيشه في البيت الأبيض والكرملن وعشرة داوننج ستريت والإليزيه وروما ......

فعلاً السلام الشامل العادل جاء تعريفه في قاموس الوطن السليب، بالخيانة الشاملة الماحقة التي بدأت تعطي ثمارها بعد أن تم طوال مئة عام سقايتها ، تارة بإسم العروبة والنضال ، وتارة بإسم الثورة والتحرير، وتارة بإسم الإسلام المتشدد ، ثم بالإسلام المعتدل ثم بإسلام الحداثة وأخيرا وليس آخرا بالإسلام الواقعي الذي يراعي الواقع وتطوره بما يتناسب مع حداثة عصره الذي يلوي النصوص القرآنية بما يتناسب مع رغبة الحاكم البريطاني الأمريكي الماسوني الصهيوني ، الذي تم تسميته بمحمد ومحمود وعبدالله والعبادلة ، المرتدين لقميص يوسف وهو براء منهم ، قبعاتهم تتجول بين العمامة وقبعة الخواجا ، و المنتمين لمحفل واحد هو محفل الماسون الأعظم في بيت المقدس .

وبالرغم من ذلك 
إنما هم على أبواب الهزيمة و جهنم 
ونحن المضطهدون على ابواب النصر والجنة.
(إنهم يرونه بعيدا ونراه قريبا )
فاستبشروا خيرا
فلاغالب إلا الله وما النصر إلا صبر ساعة.