
ما عاد أحد مهتم عن سؤالك عن إسمك ، ذلك أن مثل هذا السؤال أصبح يعني لأحدنا الكثير.
عندما تتجول في العالم ، تتعرف على نفسك بطريقة لم تعرفها من قبل ، فإذا كنت من أصحاب اللون الأسمر فلا بد أنك في نظر الغربيين أصبحت تحت الشبهة ، فملامحك الشرقية تشير الى أنك شرق أوسطي ، تتحدد ملامحك من لهجتك أنك عربي ، فإذا كان هناك علامة ما على صباحك ، وعلى ذقنك هناك شعر طويل كان أم قصير ، فهذا يعني أنك مسلم ، وبالتالي أنت أصبحت تحت شبهة الإرهاب ، أخذت صفة الداعشي الذي يشكل خطرا كبيرا على الإنسانية وحتى على الحجر والشجر ، وكذلك إن كانت الأنثى تضع غطاءا على رأسها فهي بذلك داعشية ،تحمل في رحمها الخطر العظيم على المدنية والحضارة العالمية .
لذلك بصفة عامة إسمك غير مطروح للسؤال عنه ، فهو معروف إعلاميا وإخباريا ، وتعليميا في المدارس والمنتديات ، فانت الموسوم بقاهر الحضارة وقاتل الإبرياء من بني الجنس الأشقر وأصحاب العيون الزرقاء.
بل ستتعجب عندما ترى الجميع ينظر اليك ذكرا كان أم أنثى وكأنك من أصحاب الشهرة العالمية ، وهي في الحقيقة شهرة إكتسبناها بجهود المخططين والمتآمرين على بلادنا وقضايانا الوطنية .
لكن الأعجب أن من أطلق علينا مثل هذه التعريفات ، هم ممن يدّعون أنهم من أصحاب الرقي والإتيكيت والحضارة ، وواقع الأمر هم:-
أحفاد قبائل الفايكنج الذين كانوا من الوحشية بمكان ، أن هاجموا بلاد الجرمن والبلقان وسواحل الأطلسي والإسكندناف واستولوا عليها وبنوا حضارتها على مفاهيمهم الخاصة ، وكان القتل والتخريب هو في حقيقة الواقع يمثل طريقة حياتهم وأسلوب تطورهم وإمتداد جبروتهم .
هؤلاء هم من خاضوا حروبهم في إسبانيا وقضوا على الحضارة العربية الإسلامية التي كانت مصدر إشعاع حضاري وفكري لكل الأوروبيين على الساحل الأطلسي وصولا الى ما عُرِف فيما بعد بأمريكا ، التي ضربت مثالا مهما في حضارة القتل الممنهج لسكان أمريكا من الهنود اصحاب الأرض الأصليين ، فعاثوا فيهم قتلا وسلخا للجلود وقطعا للرؤوس وسلخ فروات رؤوسهم.
هؤلاء المتحضرين في أوروبا الذين إستعمروا إفريقيا واستعبدوا سكانها ، ثم تاجروا بهم فيما عرف بتجارة العبيد عبر الأطلسي من إفريقيا الى الموانئ في إنجلترا وفرنسا وهولندا وصولا الى الغرب الأمريكي ، حيث حظائر الإستعباد وصيحات ، كونتا كنتي.
هؤلاء هم الذين أشعلوا حربين عالميتين في اوائل ومنتصف القرن العشرين قتلوا فيهما أكثر من ماية مليون من البشر ومئات الملايين من الجرحى ، وهدم بلاد بأكملها من اجل حلم النازية والفاشية اللواتي تم صناعتهما من خلال الماسونية العالمية ، من اجل إعادة التوازن للبشرية التي يجب ان تكون ضمن أعداد يمكن التحكم فيها عن بعد.
وهم الذي صنعوا الطاعون والأوبئة عبر التاريخ وصولا اليوم الى ما تم تعريفه بالكورونا ، وفق مخططات قامت على تربية إرهابية تقوم على القتل المشروع تحتى مسمى الوباء.
كل هذا ونحن المنعوتون بالإرهاب ، حتى تصبح اجمل لحظاتنا عندما يتفضل علينا الغربي بالسؤال عن إسمنا الشخصي ، هنا وفي هذه اللحظة لا تسعنا الفرحة التي نشعر فيها اننا ملكنا الحرية في طرح أسمائنا والتعريف على انفسنا ، بحيث تنفرط المسبحة ونتحدث عن كل خصوصياتنا وتفاصيل حياتنا من ألِفها الى يائها ، وكل ذلك لسبب واحد هو اننا شعرنا بحريتنا في التعبير فقط عند اللحظة التي أعطيتها في التعبير عن إسمك الممنوح لك من والديك.
عجيب هذا الزمن الذي نفرح فيه بالإرهابي الذي يقول إذكر إسمك ، وباقي التفاصيل لديك......
إستبشروا خيرا.
04/09/2020 09:35 612