عندما نتحدث عن القدس ، فالحديث هنا ليس عن أرضٍ فلسطينيّة محتلة، وإنّما عن عقيدة إرتبط بها المسلمون منذ خلق الله الأرض والسموات وحتى يرث الأرض وما عليها.


فهي تمس كل موحد من أقصى الأرض الى أقصاها، بكل من يسكن الأرض على إختلاف الوانهم وهيئاتهم وأشكالهم ما داموا ينبضون بقول لا إله إلا الله وحده لا شريك له.

هذا المشروع يحتاج الى إعداد والحديث هنا ليس الإعداد للحرب من أجل التحرير ، وإنما إعداد الجيل المؤمن المرتبط بعقيدته وبترابه الوطني ومقدساته أينما كانت.

نحن لسنا بحاجة لمشروع سلام نتنازل فيه عن الغالي والرخيص من اجل كسب رضاء ترامب والنتن ياهو ومن سيجيء بعدهما.

ولسنا بحاجة لشراء الدبابات والطائرات والمجنزرات والصواريخ وما شابه ذلك .

نحن بحاجة الى إستراتيجية يكون قوامها الثابت الأول والأخير ، ان القدس هي مشروع يحتاج الى صقل نبض الأمة من خلال جيلها الذي يجب ان يتربى على مفهوم واحد ، أنّ القدس عربيه إسلامية ، قد تعهد الله بها لنا ، وأننا مطالبون بتحشيد خلايانا وكريات الدم الحمراء والبيضاء فينا على مبدأ ان تحرير فلسطين والقدس ما هي إلا لحظات زمنية لا تتعدى الثواني في زمن الله تعالى .

ومن ضمن الإعداد لا بد وأن نزرع في أبنائنا وبناتنا المفهوم الأول للشكر وهو شكر لله ، ذلك انه حبانا سبحانه بان نكون عربا مسلمين فلسطينيين مباركين بمباركة الله لنا كما جاء في سورة الإسراء .

ثم شكر الأعداء وعلى راسهم ترامب ، الذي بصفاقته وظلمه كشف لنا بفضل الله ، الغثاء من السمين في هذه الأمة ، بين لنا العملاء والخونة والمطبعين والمتآمرين والمنافقين ، ممن كانوا ، يتاجرون بقضايا الأمة وعلى رأسها قضية فلسطين.

مشروع القدس هو في حقيقة الامر جزء لا يتجزأ من وعد الله الصادق في كتابه العزيز بقوله تعالى :
(وَليدخلوا المسجد كما دخلوه أوّل مرة وليتَبِّروا ما عَلَوْ تتبيرا).

مشروعنا من ألِفِهِ الى يائه يحمل اسباب بقائه وإستمراريته بفضل إرتباطه بالله ، وبالتالي هو مشروع رباني يحمله أناسٌ ربانيين لا يتحركون إلا بامر الله ونصوصه الشرعية ، ومعتمدين عليها في وضع الأسس والقواعد التي من شانها أن تجعل من المشروع حياة عملية تسوق الى التحرير .

لم تكن يوما الدبابة والطائرة والقنبلة النووية ، والمفاوضات الإستسلامية للأمة هي مشروع إنتصار ، وإنما هو بناء جيل مؤمن بعقيدته مرتبط بها إرتباط موت او حياة .

فعمار بيت المقدس خراب يثرب ، وما نحن إلا ضمن بوصلة التحرير في خطها البياني الذي يأخذ صفة الصعود ، وإن كانت تعرجاته كثيرة إلا أن الهدف واضح.

فاستبشروا خيرا
لاغالب إلا الله.