
واهم من يعتقد أننا كعرب ومسلمين نبحث عن سنتمتر هنا ومتر هناك من أرض فلسطين التاريخية.
ما قامت به القيادة الفلسطينية من تنازل عن حقوقنا التاريخية المشروعة في أرض فلسطين من راس الناقورة الى أم الرشراش ، ومن البحر الابيض المتوسط الى نهر الأردن ، وفق معادلة الإعتراف المتبادل بين الشعبين ، هو في حقيقة الأمر خيانة لكل الثوابت التي ناضل واستشهد من اجلها المناضلين الشرفاء عبر التاريخ المقاوم للشعب الفلسطيني، والتي قامت عليها وأقرتها منظمة التحرير الفلسطينية .
مااوصلنا الى هذا الحال بعد البعد عن الله ، كان ما قامت به السلطة الفلسطينية من سلسلة التنازلات التي تم تقديمها للصهاينة تحت نظرية اخذ الحقوق المنقوصة عن طريق المفاوضات والتسليم بما هو قائم ونبذ المقاومة المسلحة تحت عنوان نحن ضد الإرهاب ، ومجارات العدو في طلباته التي لا تنتهي.
مثل هذه المفاوضات ما كانت لتتم لو كان القادة الوطنيين من امثال ابو جهاد وابو إياد وحتى أبوعمار رحمهم الله جميعا مازالوا على قيد الحياة والله أعلم.
ما يجري اليوم هو السباحة في شبر ماء ، وما تعلنه السلطة الفلسطينية من موقف ضد التطبيع الإماراتي مع أسرائيل ، ما هو إلا ردح في الزمان الخاطئ ، وهو نتيجة أكيدة لما جنته السلطة الفلسطينية من تفريط مستمر بدأ منذ إعترافها بمعاهدة روجرز عام 1968، ولم تنتهي حتى اوسلو ،وذلك على امل حصول إختراق في بني اسرائيل ، الذين لطالم سمعوا رئيس السلطة وهو يخبرهم أنه لا يريد حربا ولا مقاومة مسلحة ولا حركات مقاومة ،ولا يبحث عن صفد او غيرها ، وهو ملتزم بالرباعية الدولية ، وهي بالمناسبة مجموعة من المستعمرين الذين إستعمروا بلادنا فيما مضى ، وهم من سلم فلسطبن للصهاينة لإقامة دولتهم هناك، وأنه سيضرب بيد من حديد كل من يلجأ للسلاح من اجل تحرير فلسطين.
إنتهى الوقت ونحن نجادل في غزة واريحا وجنين وغيرها ، حيث لا نملك من امرنا شيء ، حتى الخروج من قرية الى قرية ، إلا بتصريح من المخابرات الإسرائيلية ، وهذا ينطبق حتى على أبومازن الذي يحرص على التنسيق الأمني ، حرصه على إستثمارات الأبوات والأبناء بملايين الدولارات وهي إثراءات تمت على دماء أبناء الشعب الفلسطيني ، واسراهم وأسيراتهم الماجدات واطفالهم الشجعان.
قضيتنا مع العدو الصهيوني هي قضية وجود على هذه الأرض المباركة ، هو وجود يحمل في ذاكرته مأساة هذا الشعب ومذابحه التي مر بها في كل بقاع فلسطين، وجود لم يكن ليكون لولا تضحيات الأمة منذ زمن أمير المؤمنين عمر إبن الخطاب وحتى يومنا الحاضر.
قضية وجود لأن فلسطين هي قضية نرتبط بها إرتباط عقيدة منذ خلق الله السموات والأرض ، وعبر مسرى ومعراج رسول الله صل الله عليه وسلم الى قبة الصخرة المشرّفة ، ولا يجوز التفاوض على شبر منها ، فكيف بالتنازل عن 78% من ارض فلسطين التاريخية ، بالإضافة الى التفاوض على جزء من 22% مما تبقى من هذه الأرض المباركة.
ليست الحدود التي يجب أن ننافح عنها ونجادل فيها ، ونقبل الذل من اجلها.
إنما هي فلسطين التي ترتبط بنا ونرتبط بها ، إرتباط عقيدة ، منذ خلق اللخ السموات والارض ، وحتى يرث الله الأرض وما عليها .
فاستبشروا خبرا
لاغالب إلا الله.
19/08/2020 23:46 678