يقوم النظام الإجتماعي والسياسي في لبنان ، على تشكيلة من التعقيدات الإجتماعية والمذهبية والطائفية، والتي بلورت البيئة اللبنانية منذ زمن الإنتداب الفرنسي تحت ظل الجنرال غورو وحتى وقتنا الحاضر ، بشكل يجعل من لبنان واللبنانيين يعيشون حالة من الخوف المقرون بالإستعداد الدائم لأي مجابهة داخلية ، وليست حروب الجبل بين الدروز والموارنة ، ولا الحرب الأهلية اللبنانية ولا الثلاثاء الأسود الذي تسيده عناصر حزب الله وسيطروا على الشارع البيروتي منا ببعيد.

هل مذبحة الميناء ستغير الأمور بشكل جذري ، أم أننا أمام مرحلة إستبدال عاشق بعاشق ، يُطل على الشعب اللبناني بقصيدة عصماء تسيل على أثرها الدموع .

ام اننا أمام مرحلةٍ لإستعمار أممي جديد ، تتسيده فرنسا وما قدوم ماكرون الى بيروت وهو المغضوب عليه في الشارع الفرنسي ،واستقبال اللبنانيين له بحرارة المنتصرين ومطالبته بتسيير أمور لبنان ، إلا إنذار لأصحاب الضمائر بأننا على اعتاب جمهورية لبنانية يتم إدارتها من قصر الإليزيه في باريس.

واقع الأمر أن لبنان يتمتع بطبقة سياسية إنعدم فيها الضمير وخُلُق الحياء ، أمام مصالحها الخاصة ، بالتالي هم يتمتعون بمناعة تحجبهم عن الخوف على البلد إلا بمقدار ما يخدم مصالحهم الآنية.

لذلك فإن مئات القتلى وآلاف الجرحى والمفقودين ، لن يحركوا شعرة في أجساد هذه الطبقة التي نمت على 
ماء الآخرين.

لا أعتقد أن لبنان امام إستحقاق يستطيع تغيي النمط السياسي القائم ، إلا إذا قرر الجيش التدخل وإعتقال كل هذه الزعامات التقليدية من المختارة الى الضاحية الى قصر بعبدا الى بيت الوسط فالكتائب والقوات ، وزجهم في السجن ، مع العمل على إستنهاض نخب سياسية وطنية ومخلصة ودون أي إنتماء حزبي لهذا الحزب أ ذاك.

لا بد من إقتلاع النظام السياسي القائم عن بكرة أبيه ، وذلك وفق شعار اللبنانيين الذي ينادي بتنحية الجميع ودون إسنثناء ، فحقيقتهم المُرّة قد أزكمت الأنوف.

والله غالب على أمره