هذا المسمار إشتهر كثيرا في كواليس السياسة الفلسطينية وعمليات التفاوض من أجل إيجاد حل للقضية الفلسطينية.

يخرج علينا القادة وأمناء الأحزاب والصحفيون والمحللون ، بقول مستهلك تماما وهو حسب بضاعة اليوم ، أن ضم مناطق في الضفة الغربية الى إسرائيل والمقدرة ب 30% ، يعتبر في تحذير من القيادات الفلسطينية المتواطئة مع الحل بأي ثمن ، المسمار الإخير في نعش عملية التسوية السياسية، وخيار حل الدولتين ، وبالتالي لن يبقى أفق لدولة فلسطينية مستقلة.

وهنا نقول ، ألم يكن سايكس بيكو ووعد بلفور وسان ريمو ومؤتمر القاهرة1921, هو مسمار هذا النعش.

ألم يكن تآمر القيادات العربية على القضية الفلسطينية في ثورة 1936، ثم قرار التقسيم ، وعدم دعم المجاهدين بقيادة عبد القادر الحسيني هو ذلك المسمار.

ألم يكن القبول بتوقيع الهدنة من الزعماء العملاء العرب بعد حرب عام 1948 هو مسمار اخير في نعش القضية .

الم تكن مجازر دير ياسين وكفر قاسم والطنطورة وحيفا ويافا والجليل وغيرها ، والتي تم فيها ذبح الآمنين من النساء والشيوخ والكهول والأطفال والحوامل والرجال والتنكيل فيهم أحياء وأمواتا ، يعتبر مسمارا أخيرا في نعش القضية.

الم يكن إستباحة الأراضي العربية من قبل الجيش الإسرائيلي عام 1967، وضم أراضي تعادل ضعفي مساحة فلسطين كاملة ، هو مسمار في النعش.

اليست إستباحة الدم الفلسطيني في جنوب لبنان عام 1982، من خلال المعارك او من خلال التعاون الإسرائيلي مع جيش الكتائب في ذبح الآمنين في مخيمات برج البراجنة والمِية ميِّة ، وحتى ما قام به الجيش السوري العلوي من ذبح للفلسطينيين في مخيم تل الزعتر وطرابلس ، مسمار أخيرا في نعش القضية.

ألم يكن الإستسلام للصفقة اليهودية في كامب ديفيد وأوسلو ووادي عربة والقبول بغزة واريحا اولا ، واصبحت واخيرا ، مسمارا هائلا في هذا النعش .

الم يكن المطالبة بالقرار الفلسطيني المستقل ، وتخلي القيادة الأردنية عن المشروع الوحدوي بين الضفة الغربية والأردن والذي تحول بموجبه الاردن من إمارة الى المملكة الأردنية الهاشمية ، مسمارا بل وخازوقا في جسد القضية الفلسطينية.

الم يكن التخلي عن مشروع المقاومة لصالح الإستسلام للشروط الإسرائيلية وذلك عبر آباوات القضية الفلسطينية ، والتفرغ لغنائم الإستسلام من بناء للقصور والمشاريع الإستهلاكية التي تملأ جيوب الآباوات وأبنائهم ، ايضا مسمارا في هذه النعش.

المسامير التي تم نقشها في جسد فلسطين ، لو نقشت في غيرها لإندثرت وغابت عن الوجود.

آن الأوان ان نصنع مسمارنا الذي يجب أن نضعه في جسد الإحتلال ، بل قبل ذلك في جسد العملاء والخونة والمتنطعين للتجارة بشرف فلسطين وعلى راسها القدس الشريف.

إسمحوا لنا يا أصحاب الجلالة والسمو والسيادة والريادة والمعالي والنيافة والفضيلة ، أن نتكلم عن مسمار الشرف الذي يعده الفقراء والمناضلين والأسرى والمحاصرين والمنفيين واللاجئين والنازحين والمهملين والمشردين والمدعوس على رقابهم في سجون البغي والإستبداد .

إنه مسمار النخوة والتحرير للأرض والإنسان ، بل وللشرف العربي الذي تم دهسه منذ لاآت الخرطوم وعبر المؤتمرات العربية وحتى المبادرة العربية في قمة بيروت التي وضعت النقاط على حروف الخيانة وجعلت للتطبيع مع المحتل خطوات ، الى سقوط العراق وإعدام القائد المجاهد صدام حسين .

سيهزم الجمع ويُولون الدّبُر ، وما نحن إلا قاب قوسين او أدنى من النصر المبين، وما مساميركم إلا لنعش خيانتكم وتسليمكم لأقدس مقدسات الأمة في فلسطين.
فاستبشروا خيرا
لاغالب إلا الله.