
من كلمات وألحان الفنان رزق الجوجو وتوزيع هندسة صوتية للفنان محمد خيرة وإشراف عام الفنان أنس النجار أطلق الفنان محمد عساف أغنيته الجديدة التي حملت عنوان "دلع دلعونا " والتي من المتوقع أن تكون مثار نقاش بين النخب الفنية والجماهير الفلسطينية العربية خاصة أن كلماتها تعبر عن واقع حال المواطن الفلسطيني العربي المحفور في الموروث الثقافي وحالة التطلع الفلسطينية إتجاه الارتقاء بمكونات التراث الشعبي الفلسطيني.
والملاحظ لملامح هذه الأغنية يجد الانسجام الواضح بين الإيقاع واللحن من جهة ومع الكلمات وحركة الجسد وطبقة صوت المطرب محمد عساف من جهة أخرى مما يثري عمله الفني كقطعة فيسفياء موحدة ملونة زاهية تجذب السامع ويشدنا عساف أكثر بقدراته الفذة حين ينتقل من أسلوب الموال الغنائي إلى فلسفة الأسلوب الخطابي والفني الأمثل الذي يحاكي الواقع والحال اليومي لابجديات التراث الشعبي الوطني مما جعله يساهم مساهمة فعالة في جذب المستمع واشعال مكنوناته، خصوصا عندما ينطق دلع دلعونا صمام الأمان والاستقرار للموروث الشعبي.
أما بخصوص القفلات كانت مناسبة جداً لقدرة عساف على اللعب بصوته بحركات تنم عن فنان متمرس وكأني بعساف استخدم اسلوب الاستعارة التصريحية للدلالة على عمق تأثير السياسة الفنية على حال المواطن الفلسطيني الذي تربي بين الازقة والاحواش والحواكير.
الدلعونا لون ادبي مغموس ومصهور في حارات جنين وشوارع نابلس وأزقة رام الله وطرقات طولكرم وبيارات قلقيلية وغزة والخليل...والمتتبع لهذه الأغنية خاصة أنها تراثية فلسطينية يجد أنها تحمل تغير كبير وارى أنا كمستمع أن هذا التحول الذي أدخله عساف إنما يدل على تأسيس مدرسة تراثية وشعبية غنائية عسافية جديدة....فهل فعلا بدأ عساف في وضع أسس هذه المدرسة العسافية الجديدة والتي ترتكز على الاغاني القديمة مع إدخال إبداع وتطوير وأحداث تغيير في ذاتها.....لهذا دعونا ننتظر الرؤية العسافية الجديدة.
خلدون الشيخ علي
25/05/2020 18:48 1,207