احسنت السلطة الفلسطينية ، وهي من المرات القلائل التي تُحسن فيها، عندما رفضت إستلام المساعدات من دويْلة الإمارات والقادمة عبر مطار بن جوريون في تل ابيب.

وواقع الأمر أننا لا زلنا نواجه حكاما موتورين باعوا دينهم بثمن بخس ، بل وتصهينوا حتى أصبح الصهاينة يغارون من هؤلاء العرب ومقدار إنخراطهم في الصهيونية ومؤسساتها المتنوعة، كيف لا وهي جزء لا يتجزّأ من المحفل الماسوني، وهم الذين يشكلون فيه الجزء الفعال في تنفيذ الفكر الماسوني ووفق أجنداته المتنوعة ، وهم يفعلون ذلك بشعور قائم على الفخر والإنتماء دون حياء او إستحياء.

عندما نقرأ التاريخ لا يمكن ان نفهمه حتى نستقرأه ونفهم غاياته ومراميه، فرسول الله عمل على توحيد شبه الجزيرة العربية تحت عقيدة واحدة وولاء واحد لله سبحانه، حتى يستطيع توجيه الجيوش الى فارس وبيزنطة ، وهو الأمر الذي تم إستكماله في عهد الصحابة من بعده رضوان الله عليهم.

وعندما قام الصليبيون بإحتلال الشام وفلسطين ، راى عماد الدين زنكي ومن بعده نور الدين محمود ، انه من أجل تحرير فلسطين يتوجب توحيد الشام وجزيرة العرب ، و هو ما قام به بعد ذلك صلاح الدين الأيوبي الذي إنطلقت جيوشه نحو الاردن والجزيرة العربية واليمن والشام ، من اجل توحيدها وتخليصها من ولاتها الطغاة وهو ما كان يعتبره شرطا مهما يجب توفره حتى يتم تحرير فلسطين ، الأمر الذي تم بالفعل ، وعادة القدس بعد ذلك الى حضن الإسلام والمسلمين.


وما أشبه اليوم بالبارحة ، حيث نرى الخليج يرزح تحت الإحتلال الأنجلو-صهيوني ، وهو محكوم بطغمة فاسدة من الحكام المأجورين الذين إرتضوا إن يكونوا أحجارا على رقعة الشطرنج ،يتم تحريك هؤلاء المفسدين بما يتلاءم ومصالح الماسونية بكل أفرعها ومؤسساتها .

اصبح جليّاً ما تقوم به الإمارات من دور تصفوي للقضية الفلسطينية عبر طرق التطبيع مع من كان عدوٌّا يحتل ارضا إسلامية مباركة وهي (فلسطين).

ومن أجل ترسيخ القناعات لدى الشعوب العربية ، إنبرت أقلام الخزي والعار في الإمارات والسعودية والبحرين ، على كيل الشتائم لأهل فلسطين بل ولفلسطين نفسها ، وتناسوا قدسية هذه الأرض وبنَص الآية .

إن محاولات زعماء الخليج في السعودية والإمارات والبحربن في النّيْل من قدسية القضية ، لا يمكن إلا وأن يُرينا الله فيهم عجائب قدرته .

كل هذه المحاولات الدنيئة من بلاد شكلها الإنجليز تحت مسمى الإمارات ، ليست إلا زوبعة في فنجان ، فالفنجان الفلسطيني رفض صفقة القرن بقدها وقديدها ، بل ورفض التعامل مع مبادئ الصففة ومن صاغها ومع مُخرجاتها ، وادان كل من مشى في ركابها حتى ولو كانت القيادات النفطية تدعمها وتحارب من اجل تطبيقها بقطع المساعدات المالية والسياسية ، بل وحُسن الأخلاق ،

عندما يصبح العدو قريبا والقريب عدوا ، فاعلم أن التحولات ستكون كببرة بحجم السقوط العظيم الذي سقطه أبناء النفط وقراد الخيل والكذبة.

لتحرير فلسطين يجب ان تكون البداية من الخليج وإسقاط كل من يفرط في ارض الميعاد والمحشر والمنشر ومجمع الأنبياء ، وهذا ينطبق على كل متخاذل من الشعب الفلسطيني مهما كانت رتبته من القاع الى القمة .

وعلى السلطة الفلسطينية ان تقف ولو لمرة واحدة موقفا شجاعا ومشرفا ودون تراجع في التصدي لمن يعملون على فرط نسيج الثوابت الفلسطينبة سواء كانوا من الخارج او من الداخل .

لا بد وان نعي ان التفاهمات التي شكلتها الإدارة الأمريكية مع إسرائيل ومع عملائها من الطغمة الفاسدة من الحكام العرب ، على تصفية القضية الفلسطينية ، لا بدّ وان تسوقنا كفلسطينيين وكقيادة الى إعادة التفكير بطرق نضالنا ، والتي لن يكتب لها النجاح إلا بإعادة اللحمة بين أبناء الشعب الواحد وإنهاء الإنقسام وإعادة تشكيل قيادة نضالية تعبوية تحمل هدفا واحدا وهو تحريرفلسطين من كل من خان ثوابتها ، وإعادة رسم خارطة التحالفات مع الوطن الإسلامي ، بحيث يقوم على إعادة تنقية الإعلام العربي والإسلامي من شياطين الإنس ، وعملاء الصهيونية ، ثم البناء على ان ما أُخذ بالقوة لا يُسترد إلا بالقوة ، ما دام السلام مرهون بببع فلسطين واهلها من ألِفها الى يائها .

بئست المرضعة من حليب النفط إن كان ثمن ذلك فلسطين ، من البحر الى النهر .

وإنّ غدا لناظره قريب 
فاستبشروا خيرا.