الإستقلال كلمة تحمل معاني عظيمة ، ومرادفات عجيبة ، ولكن هل يمكن أن تكون كلمة ومحتوى لكل من هب ودب، بمعنى إذا كان هناك إستقلال فهذا يعني إحتلال وبصورة طبيعية هناك شعب كان تحت الإحتلال وهذا الشعب له أرض واقعة تحت الإحتلال ، كل هذه الكلمات أين إعرابها من هذا العيد الذي تطلقه الدولة في إسرائيل اليوم.


لم نعلم ان هناك أرض إسمها إسرائيل ولا بوجود شعب إسرائيلي (يهودي) يعيش عليها ، فكيف يحتفلون هؤلاء سنويا بعيد الإستقلال .

رئيسة وزراء إسرائيل (جولدامائير) ، قالت في لقاء متلفز كانت هذه الأرض التي يعيشون عليها إسمها فلسطين وهي تشمل كامل الأرض التي تقع غربي النهر وشرقي النهر (الأردن) اليوم ، وقد كانت هي فلسطينية تحمل الجواز والجنسية الفلسطينية ، مثلها مثل شمعون بيريز رئيس وزراء إسرائيل فيما بعد.


اي إستقلال إذا هذا الذي يتحدثون عنه ، إن اليوم الذي يحتفلون به هو في الحقيقة اليوم الذي إستولت فيه عصابات الإرجون والبالماخ وشتيرن والهاجاناة وغيرها على أرض فلسطين التي كان يشكل فيها الشعب العربي الفلسطيني اكثر من 80% من مجموع السكان عام 1947 ، وهو اليوم الذي نُكب فيه الشعب الفلسطيني حيث تم تقتليهم بمذابح منظمة تشبه تلك التي عانى منها اليهود في روسيا فيما عرف بعواصف النقب وما تم بعدها من مذابح منظمة لليهود عبر قوانين عرفت بقوانين أيار.


هو اليوم الذي أستبيح به الدم العربي الفلسطيني في مذبحة دير ياسين وكفر قاسم وقبية والطنطورة وحيفا وعكا ويافا والنقب والجليل والروحة وغيرها وغيرها..

هو اليوم الذي تم به تشريد الشعب الفلسطيني في أصقاع المعمورة حيث اليوم اكثر من سبعة ملايين لاجئ في أركان الأرض الأربعة وأقاليمها السبعة.

هو اليوم الذي وضع حجر الأساس فيه، بأن يكون العربي صاحب الأرض اقلية على أرضه التي سقاها بدمائه وعرقه.

إنّها النكبة يا سادة بكل ما تحمل الكلمة من معنى ، إنها الذكرى الأليمة للتآمر الدولي تحت ظلال الماسونية وبمباركة دهاقنة العرب من المحيط الهادر الى الخليج الثائر .

إنها ذكرى فيصل الأول الذي وقع وثيقته مع حاييم وايزمن فيما عرف بوثيقة فيصل وايزمن ، والتي وافق فيها سليل الثورة العربية على إقامة كيان لليهود في فلسطين ، مقابل تسهيل تواجد العرب في مؤتمر فرساي عام 1919 كحليف للغرب ، ولكي يتكلم عن مطالب العرب التي سقطت تحت اول طلقة اطلقها الشريف حسين في مكة ضد الجيش العثماني تحت مسمى الثورة العربية الكبرى.

إنها ذكرى عبدالعزيز آل سعود الذي أقر لليهود بحقهم في كيان لهم في فلسطين من على راس البارجة أيزنهاور ومن خلال وثيقة موقعة منه شخصيا.

إنها ذكرى التنازل العربي الفلسطيني منذ حلّت جولدامائير ضيفة على الملك عبدالله الاول في عمان وصولا الى تمثيلية الثورة المصرية عام 1952، ثم كامب ديفيد فأوسلو التي اضاعت القضية وجعلتها رهنا بيد من باعوها بعد ان قتلوا ابوجهاد وابوإياد ثم ابوعمار الذي عرف حقيقة ما يريده الإسرائيليون منه فلحق صاحبيه، ثم وادي عربة .

هذا اليوم هو يوم النكبة التي عاشها الشعب العربي الفلسطيني من القريب قبل البعيد ، إنه اليوم الذي لا زال الشعب يعيشه في حالة الإنقسام بين الضفة وغزة وبين الضفة والضفة .

إن كان هناك شيء جميل في هذه الذكرى ، هو ان هذا اليوم بقي يوما إستراتيجيا من اجل تربية الأجيال على اهمية عدم نسيان فلسطين وان هذا اليوم هو اليوم الذي علينا ان نحتفل به نحن، بأن العدو هو من يحيي الأمل فينا من خلال إحتفالاته بهذه الذكرى ويُجلسنا في بيوتنا لكي نًسرُد على ابنائنا قصة فلسطين التي أخذت منا بسبب ضعفنا وتآمر قياداتنا ، لا بسبب قوة بريطانيا او إسرائيل ، وانها عائدة الى أحضان الأمة وعلى راسها تاج وقارها القدس الشريف مزينة بقبة الصخرة ، شاء من شاء ، وأبى من أبى.


فاستبشروا خيرا 
لا غالب إلا الله.