
كما يقول المثل لا يخرج الظفر من اللحم ، بعد البحّة التي أصابة الفكرة الصهيونيّة ، وصلت الأحزاب الصهيونية الى مبتغاها في وحدة الصف الصهيوني وأخرجت موسيقاها بألحانها القديمة الجديدة الشجيّة لاتباع جابتونسكي ومن مشى ممشاهم ، والتي حملت كلمات بروتوكولات حكماء صهيون وألحان الماسونيّة ، وإيقاع كل المشاركين في لعبة الإنتخابات وحتى نسختها الثالثة.
الليكود و كاحول لفان يتفقان على تنفيذ صفقة القرن وبمشاركة حزب العمل ومن مشى ممشاهم من احزاب اليمين او اليسار بلا فرق ، فيمينهم يمينهم ويسارهم يمينهم مهما تم اللعب بالكلمات والألفاظ.
الحذاء الصهيوني بكفّتَيْه يرقص رقصته الإسبانيّة وبتناغم مع الثور الرابض في البيت الأببض، ويطلق أغنيته المحببة ارضك يا إسرائيل من الفرات الى النيل .
هذا التناغم الذي إتّضحت صورته بعد ثلاثة جولات من الإنتخابات ، أصغى فيه كل طرف الى تأوُّهات الطرف الآخر بحنان وبهدوء ، يَُذكرني بقصة" بوتزاتي " الذي كان يصغي بشغف العاشق الى زوجته العاشقة والام ، يستعيدان معا ذكريات العشق التي جمعت بينهما على فراش الغرام قبل أن يتزوجا ويصبحان نواة عائلة جمعت ألوانهما من كل بقاع المعمورة.
في ظل هذا التناغم بين العشيقين وما أصدراه من أصوات نرجسية ، كان الفُتاتُ من بقايا تلك الحفلة التي إبتدأت منذ مؤتمر بازل عام 1897 ولن تنتهي بالطبع في إتفاق الحزبين الصهيونيين ، يجلس مُنصتا متحجرا في مقعده القديم الى تلك الضجة المفتعلة دون ان يحرك ساكنا ، اللهم إلا الإخبار بانهم على العهد ماضون وفي حرب النتن ياهو ماضون ، ولو كلفهم ذلك إستنفاذ كل الأقلام والحبر وحبوب الإستربسلز التي ستساعد بدون ادنى شك على تخفيف الإلتهابات في الأحبال الصوتية والناتجة عن الصراخ والسباب من على منصة الكنيست، واثناء الخطابات الرنّانة لجمع الجمهور من اجل الوصول الى عشرين مقعدا فيةالمرة القادمة.
المخرج اللبناني أحمد الغصين الذي انتج فيلمه (أبي مازال شيوعيّاً)، نراه يتكرر عند الفلم الصهيوني منذ اكثر من قرن من الزمان ، وهو أنّه لا يحيد عن نفس الفكرة التي يحملها الصهاينة في جلساتهم الصوفية والتي يخرجون من خلالها الى العالم ليخبروا بأن الحكم في إسرائيل لا زال صهيونيا يحمل على عاتقه تنفيذ جميع المراحل التي يقتضيها وصول المَشِيَّحْ "المُخَلِّص" الى ارض الميعاد (اسرائيل).
في المقابل واثناء طقطقة الحذاء في تل ابيب وقيام الطائرات الإسرائيليّة بضرب كل الأرض السورية ، مستبيحة بذلك حُرمة الأجواء السورية الممانعة ، يقوم وزير الإعلام السوري بإعفاء أحد رؤساء التحرير في قناة السورية بسبب إغفال ذكر القائد العام للثورة السورية الكبرى "سلطان باشا الأطرش"، من التقرير بمناسبة يوم الجلاء(جلاء الفرنسيين عن سوريا)،وهو الذي تسبب بردود فعل قوية في جبل العرب وكأنّه ومع اهمية الأطرش كرمز في مقارعة الإحتلال الفرنسي ، لا يوجد في سوريا اليوم إستباحة للكرامة الوطنية عندما تصبح مشاعا لكل أفَّاقي الأرض من موسكو مرورا بطهران وحتى تل أبيب التي سطّرت بطقطقة حذائها معادلة انه لا شيء يعلو فوق اهداف الصهيونية ، مهما إختلفت الأسماء والمسميات والأحزاب.
في وقت تَسَيُّد الحذاء الصهيوني ، تعيش شعوبنا فترة إنحطاط فكري وثقافي وإجتماعي إنعكس على طريقة التفكير والتخطيط اللذان بقيا مرهونان بالعقلية القديمة الموروثة عن الملوك واشباه الملوك .
ومع ذلك فنحن موعودين بالتمكين والنصر مهما بلغت خسائرنا ، وهذا يستدعينا الى عدم القنوط وإعادة برمجيات العقول ومن يحملها في عملية قائمة على التجديد في الخلايا واساليب العمل وإنا غداً لناظره قريب.
فاستبشروا خيرا
لاغالب إلا الله.
23/04/2020 06:53 690