لقد حملت لنا هذه الفترة التي نعيش رسائل لم نكن لنعرفها لولا قدر الله في هذا الوباء الذي نعيش كان منها..
كم نحن نعيش من حالة إفتراق وغربة عن زوجاتنا واولادنا.
حالة عدم الإنسجام الفكري والعاطفي بين البعض وزوجاتهم.
مقدار التقصير في إدارة شؤوننا المادية والوقوع في أزمة إفتقار السيولة المادية التي تغطي إحتياجاتنا المعقولة.
عدم الإدراك عند الرجال ،عظمة المسؤولية التي تتحملها الزوجة في البيت مع الاهل والابناء اثناء غياب الزوج في العمل.
مستوى التقصير الكبير في التواصل مع الوالدين احدهما او كلاهما وبالتالي عدم إلإدراك ان حاجة الأبوين لاولادهم تتعدى اامنافع المادية الى الحاجات العاطفية بوجود الأبناء الى جانبهما.
التقدير السئ لحجم الصبر الذي نتمتع به والذي يتبين انه في اسوأء حالته.
المستوى المتدني للشجاعة التي يتغنى فيها البعض منا.
ضحالة القدرة على إملاء حالة الفراغ بصورة ممنهجة ، والتوجه نحو الفراغ بفراغ فكري عقيم ومحدود .
ماذا يعني ان تكون اباً وزوجا واخا وإبنا وصديقا وجارا وقريبا .
كم نحن مبتعدون عن الله ،وأنّ حالةالإقتراب منه ،هي بقدر خوفنا على مصالحنا الدنيوية لا اكثر ولا أقل.
إنعدام التفكر بما اصاب الأمم السابقة التي عصت الله ، والإستمرار بدعم الفراغ الروحي باللجوءالى المنجمين والمشعوذين والسحرة وحتى قراءة فنجان القهوة.
حالة المجون والتسيب الأخلاقي وانعدام الوازع الديني في طرق كل ابواب الضلال والفسق من خلال وسائل التباضع اللااخلاقي.
التفكك الأسري الذي يتضح في حالة الإنغلاق التي يعيش فيها أبناء الاسرة الواحدة وإنكباب كل فرد على هاتفه وفي غرفته ولساعات طويلة ودون الشعور بالزمن .
إنعدام الفهم والتفاهم عند البعض بين الزوج والزوجة والذي كان لا يتعدى حتى ظهور هذا الوباء حالة الممارسة الجنسية وبالتالي إتضاح ان العلاقة فاشلة بينهما فكريا وعاطفيا وإجتماعيا ، بل إتضاح عدم وجود قدرة على التفاهم بين الطرفين الأمر الذي يسوق الى الطلاق.
النقص المعرفي الخطير لدى علماء الدين في تحديد وسائل التواصل مع الله خارج الإطار المعرفي القديم ، وبالتالي عدم وجود القدرة على تطوير المفاهيم والحلول الشرعية بما يتناسب مع بيئتنا التي نعيش وبما يتناسب مع القرآن والسنة ذلك وانه مع إحترامنا العظيم لفقه المذاهب الاربعة والذي عالج من خلالها الأئمة الأربعة المفاهيم الشرعية بما يتناسب والبيئة التي عاشوا فيها، إلاأننا بحاجة لإعادة فهم الأحكام والعبادات والمعاملات مع التطور الذي حدث في مجتمعاتنا الإسلامية ، وأهمية إعادة الصياغة دون الخروج عن القرآن والسنة ، خصوصا اننا نعلم ان هذين المصدرين جاءا لكل الناس وفي كل الأزمنة والعصور ، ذلك ان الله الذي تعهد بحفظ كتابه يعلم في سابق علمه ان كتابه الذي انزله ليس جامدا ولا مقفلا وإنما يحمل بين دفتيْه الحلول لكل المشاكل والاوضاع التي ستواجهها البشرية الى قيام الساعة.
فقدان القدرة على إيجاد الحلول المنطقية لمشاكلنا اليومية والهروب نحو التسويف والمماطلة ، وبالتالي ظهور الإنسان الفاقد للقدرة على إتخاذ القرار سواء في نطاق الأسرة او الشارع او حتى حيث مراكز إتخاذ القرار.
حالة التجرد من المبادئ والقيم والأخلاق التي يتظاهر بها البعض منا امام شهواته المتعددة المجالات .
الأنانية التي ظهرت عند بعض اصحاب المصالح حيث الأنا لديهم اعظم من كل إحتياجات الناس ، فهو ليس مستعدا للتنازل المادي او الحقوق أوالإمتيازات الخاصة به ،امام رغبات وشهوات النفس الامارة بالسوء.
ومع ذلك فمع تلك المصائب التي ارسلتها كورونا ، هنالك الكثير من الإيجابيات .
فاستبشروا خيرا
20/04/2020 17:22 622