حالة إستثنائية شكلتها هذه الشخصية الوطنية الفلسطينية ، والتي قامت على الدفاع عن الحرية والعدالة والإنسانية. 

مروان البرغوثي الذي إعتقلته القوات الإسرائيلية في 15/4/2002 بتهمة القتل والشروع بالقتل وحكمت عليه المحاكم العسكرية الإسرائيلية بالسجن المؤبد 5مرات و 40 عاما ، هو في حقيقة الأمر يشكل حالة خاصة وإستثنائية في مسيرة الشعب الفلسطيني من اجل نيل حقوقه التاريخية والدينية في أرض فلسطين.

اكثر من ثمانية عشر سنة في السجون وما زال يقارع الإحتلال ويرهق السجّان ويزداد اناقة يوم بعد يوم وهو يحمل هم شعبه ويقود حركة الأسير من داخل السجون وتحت عيني السجّان .

هذا المناضل الذي علقت بلديات عٍدّة بما فيها فرنسا صوره امام أبوابها ، بل وأُصدِرت له العديد من جوازات السفر من بلدان متعددة ، تحول الى ايقونة وطنيّة لحركة التحرر الوطنية الفلسطينيّة، بل لو قلنا عنه أنّه مانديلا الشعب الفلسطيني لا نبالغ في ذلك ، بالرغم من تحفظاتي على إتصالته الدائمة مع ما يسمى نشطاء السلام الإسرائليين قبل الإنتفاضة الأولى، والتي أثبتت انها لا تسمن ولا تغني من جوع .

على اي حال فالرجل فبالرغم من سجنه وتعذيبه ، لم يضعف ولم يستكين ولم يتنازل وبقي جزءا مهما من ضمير الهوية الوطنية الفلسطينية ، كما هو لاعب أساسي في أروقة دهاليز القرار الفلسطيني ، فالرجل ساهم بشكل فاعل ومؤثر من داخل سجنه في صياغة وثيقة الوفاق الوطني الفلسطيني -وثيقة الوحدة الفلسطينية، وهو من الداعين بقوة على آنهاء الإنقسام وإستعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية رافعا شعار (شركاء في الدم شركاء في القرار). 

هاهو يدخل عامه التاسع عشرة في السجون الإسرائيلية ، ولا زال يرفع راية التحرير والوحدة وعدم الإنقسام ، وأهمية تجاوز التفاصيل من أجل فلسطين.

مروان البرغوثي الذي حصل على شهادة الدكتوراة في العلوم السياسية من معهد البحوث والدراسات التابع لجامعة الدول العربية ، له العديد من الكتب والإصدارات التي أتمّها خلال سنوات أسره ومنها كتاب "ألف يوم في زنزانة العزل الإنفرادي ".

ومن هنا أعتقد أن على النخبة الفلسطينية التي تُسيّر الأعمال في مناطق السلطة ،أن تعمل جاهدة على إطلاق البرغوثي من السجون الإسرا ئيلية كواجب وطني ، وذلك بسبب ما يتمتع به هذا الرجل من رؤيا واضحة في كيفية حل المشاكل والقائمة على ان أي أزمة يجب أن تتوقف ليُصار الى حلّها ، بمفهوم تصفير الأزمات بما يكفل إبعاد الأخطار عن المشروع الوطني الفلسطيني ويعزز الوحدة الوطنية الفلسطينية .

لذلك نجده يؤمن بالحوار البنّاء الجاد المصحوب بصدق النوايا ، والإبتعاد عن المصالح الفئوية والفردية أمام مكسب فلسطين الحرة والمستقلة .

نسال الله له ولكل الأسرى الحرية العاجلة لا الآجلة ، وان يحفظ فلسطين برًّا وبحرا وجوّاً وشعبا .
إستبشروا خيرا
لا غالب إلا الله.